للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَتَبِعَهُ. السُّلْطَان وَهُوَ يظنّ أَنه توجه نَحْو بلبيس وعندما حَاذَى سرياقوس مضى إِلَيْهَا وسلك على الخليج إِلَى جِهَة الْقَاهِرَة وَعبر من بَاب الْبَحْر بالمقدس إِلَى الميدان. وهجم قنباي فِي عدَّة كَبِيرَة على الرميلة تَحت القلعة ليَأْخُذ بَاب السلسلة فَلم يقدر على ذَلِك. وَمر السُّلْطَان وَهُوَ سائق على طَرِيق بلبيس فتفرقت عَنهُ العساكر وتاهوا فِي عدَّة طرق فَبلغ السُّلْطَان وَهُوَ سائق أَن سودن طاز قد نزل يحاصر القلعة فَرجع مسرعاً وَسَار يُرِيد القلعة حَتَّى وصل إِلَيْهَا بعد الْعَصْر وَقد بلغ مِنْهُ التَّعَب بلغاً عَظِيما وَنزل بالمقعد المطل على الرميلة وسوق الْخَيل. وَندب الْأُمَرَاء والمماليك لقِتَال سودن طاز فقاتلوه فِي الْأَزِقَّة طَعنا بِالرِّمَاحِ سَاعَة فَلم يثبت وَانْهَزَمَ وَقد جرح من الْفَرِيقَيْنِ كثير فحال اللَّيْل بَين عَسَاكِر السُّلْطَان وَبَينه. وتفرق من كَانَ مَعَه فِي الدّور وَبَات السُّلْطَان وَمن مَعَه على تخوف. فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس سابعه: لم يظْهر لسودن طاز وقنباي خبر إِلَى اللَّيْل فَلم يشْعر الْأَمِير يشبك بعد عشَاء الْآخِرَة إِلَّا بسودن طاز قد دخل عَلَيْهِ دَاره فِي ثَلَاثَة أنفس وترامى عَلَيْهِ فَقبله وَبَالغ فِي إكرامه وأنزله عِنْده. وَأصْبح يَوْم الْجُمُعَة: فَكتب وَصيته وَأقَام فِي لَيْلَة الْأَحَد عاشره فأنزله فِي الحراقة وَحمل إِلَى دمياط بِغَيْر قيد ورتب لَهُ بهَا مَا يَكْفِيهِ وأنعم عَلَيْهِ الْأَمِير يشبك بِأَلف دِينَار ذَهَبا مُكَافَأَة لَهُ على مَا كَانَ من سَعْيه فِي إِخْرَاجه من سجن الْإسْكَنْدَريَّة وَعوده إِلَى رتبته بعد نوروز وجكم. وَأما قنباي فَإِنَّهُ اختفى فَلم يُوقف لَهُ على خبر. وَفِي رَابِع عشره: خلع على الْأَمِير يلبغا السودني أحد أُمَرَاء حلب وَاسْتقر أتابك دمشق عوضا عَن الْأَمِير أسن باي التركماني بعد الْقَبْض عَلَيْهِ. وخلع أَيْضا على الْأَمِير سودن الظريف نَائِب الكرك وَاسْتقر حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق عوضا عَن الْأَمِير جقمق الصفوي بعد الْقَبْض عَلَيْهِ أَيْضا. وَقدم الْخَبَر بِأَن الْأَمِير دمرداش نَائِب حلب نزل إِلَى طرابلس وَاسْتقر بهَا عوضا عَن الْأَمِير شيخ المحمودي. وَكَانَ قد خرج قصاد السُّلْطَان بِطَلَب كل من دمرداش نَائِب حلب وتغري بردى نَائِب دمشق من عِنْد التركمان وَقد نزلا فِي جواريهم بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>