باستقراره فِي قَضَائهَا عوضا عَن ابْن عَبَّاس. وَفِي ثامن عشرينه: ظهر الْأَمِير قرقماس الرماح وَصعد إِلَى قلعة الْجَبَل فَعَفَا السُّلْطَان عَنهُ وَنزل إِلَى دَاره. وَفِيه قبض بِدِمَشْق على الْأَمِير أسن بيه أتابكها وعَلى الْأَمِير حقمق حَاجِب الْحجاب وَغَيره فسجنوا بالصبيبة. شهر صفر أَوله الْأَرْبَعَاء: فِي أَوله: سَار الْأَمِير تغري بردى من دمشق إِلَى الْقَاهِرَة فَقدم فِي أَخّرهُ. وَفِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشره: خرج الْأَمِير سودن طاز بمماليكه وحواشيه إِلَى المرج والزيات خَارج الْقَاهِرَة وَنزل هُنَاكَ ليقيم الْفِتْنَة. وَذَلِكَ أَنه لما ثقل عَلَيْهِ الأميران نوروز وجكم ودبر فِي إخراجهما من مصر - كَمَا ذكر - ظن أَنه ينْفَرد بِأُمُور الدولة فَنزل عَلَيْهِ الْأَمِير يشبك وجماعته وانحصر لمجيئهم من الْإسْكَنْدَريَّة وتحكمهم فِي الدولة وتلاشي أمره. وَكَانَ الْأَمِير أقباي الكركي مَعَ ذَلِك يعاديه قَدِيما. فَمَا زَالَ يدبر عَلَيْهِ حَتَّى نزل من الإصطبل خوفًا على نَفسه من كَثْرَة جموع يشبك وجرأة أقباي وميل السُّلْطَان مَعَهم عَلَيْهِ. فعندما نزل شقّ عَلَيْهِ فطامه عَن التحكم وكفه عَن الْأَمر وَالنَّهْي فَخرج ليَأْتِي إِلَيْهِ المماليك السُّلْطَانِيَّة وَغَيرهم ويحارب بهم يشبك وطائفته ويخرجهم من مصر أَو يقبض عَلَيْهِم ويستبد بعدهمْ بِالْأَمر فجَاء حِسَاب الدَّهْر غير حسابه وَلم يخرج إِلَيْهِ أحد وَولي السُّلْطَان عوضه فِي الإصطبل الْأَمِير إينال باي بن قجماس وخلع عَلَيْهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عشرينه وَاسْتقر أَمِير أخور وَسكن فِي الحراقة بِبَاب السلسلة على الْعَادة فِي ذَلِك. وَبعث السُّلْطَان إِلَى سودن طاز بالأمير قطلوبغا الكركي يَأْمُرهُ بِالْعودِ على أمريته من غير إِقَامَة فتْنَة وَإِن أَرَادَ الْبِلَاد الشامية فَلهُ مَا يخْتَار من نيابات السلطة بهَا فَامْتنعَ وَقَالَ: لابد من إِخْرَاج أقباي الكركي أَولا إِلَى بِلَاد الشَّام ثمَّ إِذا خرج كَانَ فِي طَاعَة السُّلْطَان فَإِن شَاءَ أقره على إمرته وَإِن شَاءَ أخرجه وَإِن شَاءَ حَبسه. فَلم يُوَافق السُّلْطَان على إِخْرَاج أقباي وَبعث إِلَيْهِ ثَانِيًا الْأَمِير بشباي الْحَاجِب فَلم يُوَافق فَبعث إِلَيْهِ مرّة ثَالِثَة وَهُوَ مُقيم على مَا قَالَ. فَلَمَّا أيس مِنْهُ السُّلْطَان أَن يُوَافق ركب بالعساكر من قلعة الْجَبَل وَقد لبسوا للحرب وَنزل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس ربيع الأول فَلم يثبت سودن طاز ورحل بِمن مَعَه وهم نَحْو الْخَمْسمِائَةِ من المماليك السُّلْطَانِيَّة ومماليكه. وَقد ظهر الْأَمِير أقباي وَلحق بِهِ من نَحْو عشرَة أَيَّام وَصَارَ من حزبه وفريقه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute