للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي عاشره: اختفي الْوَزير تَاج الدّين عَجزا عَن تكفية اللَّحْم وَغَيره من مصارف الدولة. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرينه: أُعِيد ابْن البقري إِلَى الوزارة وَنظر الْخَاص وَصرف ابْن نصر الله عَن نظر الْخَاص. وَفِي هَذَا الشَّهْر: حدث فِي النَّاس بِالْقَاهِرَةِ ومصر وضواحيهما سعال بِحَيْثُ لم ينج أحد مِنْهُ. وَتبع السعال حمى فَكَانَ الْإِنْسَان يوعك نَحْو أُسْبُوع ثمَّ يبرأ وَلم يمت مِنْهُ أحد. وَكَانَ هَذَا بعقب هبوب ريح غَرِيبَة تكَاد من كَثْرَة رطوبتها تبل الثِّيَاب والأجسام. وَفِيه اشْتَدَّ الْبرد وعظمت نكايته إِلَى الْغَايَة فشنع الْمَوْت فِي الْمَسَاكِين من شدَّة الْبرد وَغَلَاء الأقوات وَتعذر وجودهَا فَإِن الْقَمْح بلغ إِلَى مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ درهما الأردب والقدح من الْأرز خَمْسَة دَرَاهِم والرطل السّمن إِلَى سِتَّة دَرَاهِم فَكَانَ يَمُوت فِي كل يَوْم بِالْجُوعِ وَالْبرد عدد كثير. وَقَامَ بمواراتهم الْأَمِير سودن المارديني وَالْقَاضِي الْأَمِير سعد الدّين بن غراب الأستادار وَغَيره سوى من يُجهز من وقف الطرحاء فَكَانَ المارديني يواري مِنْهُم فِي كل يَوْم مَا يزِيد على مائَة وَابْن غراب يواري فِي كل يَوْم مِائَتَيْنِ وَمَا فَوْقهَا والأمير سودن الحمزاوي والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سنقر الأستادار ووقف الطرحاء يوارون عدَّة كَبِيرَة فِي كل يَوْم مُدَّة أَيَّام عديدة. ثمَّ تجرد ابْن غراب لذَلِك تجرداً مشكوراً فبلغت عدَّة من واراه مِنْهُم إِلَى آخر شَوَّال اثْنَي عشر وَفِي سَابِع عشره: أُعِيد عَلَاء الدّين عَليّ بن أبي الْبَقَاء إِلَى قَضَاء دمشق عوضا عَن ابْن خطيب نقيرين. وَفِيه قبض على السُّلْطَان أَحْمد بن أويس والأمير قرايوسف وسجنا بِدِمَشْق فِي سَابِع عشره مقيدين. شهر رَجَب أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي ثامن عشره: قدم الْأَمِير أقبغا الجمالي الأطروش نَائِب حلب وَقد مَاتَ. وَفِي ثَالِث عشرينه: خلع على رسل تيمورلنك خلعة ثَانِيَة وَعين للسَّفر مَعَهم الْأَمِير منكلي بغا أحد الْحجاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>