للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر فَسَاد فَارس بن صَاحب الباز من أُمَرَاء التركمان وَاسْتولى على كثير من مُعَاملَة حلب فَبعث إِلَيْهِ الْأَمِير دمرداش نَائِب حلب بناصر الدّين مُحَمَّد ابْن شَهْري الْحَاجِب وتغري بردى ابْن أخي دمرداش إِلَى عَلَاء الدّين عَليّ بك بن دلغادر بعث ابْن أَخِيه الآخر قرقماس إِلَى الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن رَمَضَان ليحضرا بجمائعهما من التراكمين البياضية والأينالية. وَخرج من حلب فِي جمع موفور فَنزل العمق وَجمع بَين ابْن رَمَضَان وَابْن دلغادر وَأصْلح بَينهمَا بعد الْعَدَاوَة الشَّدِيدَة. واصلح أَيْضا بَين طائفتيهما وهما الأجقية والبزقية وحلفهما للسُّلْطَان وَبَالغ فِي إكرامهم. وألبس الأميرين وخواصهما خلعاً سنية. ثمَّ مضى بهم على ابْن صَاحب الباز وَقد انْضَمَّ مَعَ الْأَمِير جكم وسودن الجلب وجمق وَغَيره من المخامرين على السُّلْطَان وَقَاتلهمْ فَانْهَزَمَ ابْن صَاحب الباز وتحصن هُوَ وجكم بإنطاكية فَنزل عَلَيْهَا دمرداش وحصرها. فَبَيْنَمَا هُوَ فِي ذَلِك قدم طغيتمر - مقدم البريدية - وشاهين الأقجي وأقبغا - من إخْوَة جكم - وَشرف الدّين مُوسَى الهذباني حَاجِب دمشق ومملوك الْأَمِير شيخ نَائِب الشَّام والأمير عَلان الحافظي نَائِب حماه وعَلى يدهم أَمَان السُّلْطَان وَكتابه إِلَى الْأَمِير جكم بتخييره بَين الْحُضُور إِلَى ديار مصر أَو إِقَامَته بالقدس أَو طرابلس فَتفرق الْجَمِيع عَن دمرداش ورحل ابْن رَمَضَان وَابْن دلغادر عائدين إِلَى بلادهما. فَأدْرك الْأَمِير دمرداش بن دلغادر وَلم يزل وَقدم طغيتمر على الْأَمِير بإنطاكية فَلم يعبأ بِهِ وَلَا أكثرت بِمَا على يَده من الْأمان وَالْكتاب بل قبض عَلَيْهِ واعتقله وخلى سَبِيل الْبَقِيَّة مَا عدا أقبغا فَإِنَّهُ أَخّرهُ عِنْده. شهر رَجَب أَوله السبت: فِي رابعه استدعى جمال الدّين يُوسُف أستادار الْأَمِير بجاس وَلم يزل بِهِ السُّلْطَان حَتَّى رَضِي أَن يلبس خلعة الأستادارية فلبسها عوضا عَن ابْن قايماز بَعْدَمَا رسم عَلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>