للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خَمْسمِائَة. وَبيع زوج أوز بِأَلف ومائتي دِرْهَم. وَاشْتَدَّ الغلاء بِالْوَجْهِ البحري فَبلغ الْقدح الْقَمْح إِلَى أَرْبَعِينَ درهما والقدح الشّعير إِلَى ثَلَاثِينَ درهما وَالْخبْز إِلَى عشرَة دَرَاهِم الرطل. وأبيع بالإسكندرية كل قدح من الْقَمْح بِثَلَاثِينَ درهما وكل قدح من الشّعير بِخَمْسَة وَعشْرين درهما وكل رَطْل لحم من الضَّأْن بالجروي بستين درهما وكل طَائِر من الدَّجَاج الْمُتَوَسّط من خمسين إِلَى خَمْسَة وَخمسين درهما وبيعت الْبَيْضَة من بيض الدَّجَاج بِدِرْهَمَيْنِ وَالْأُوقِية من الزَّيْت بأَرْبعَة دَرَاهِم. وَبلغ الدِّينَار إِلَى ثَلَاثمِائَة وَعشرَة دَرَاهِم فَخرج مِنْهَا خلق كثير من الغلاء ركب عدَّة مِنْهُم فِي خمس مراكب فَغَرقُوا بأجمعهم. وبيعت عجلة بالريف بِسِتَّة آلَاف دِرْهَم. وتزايد الموتان فِي الْفُقَرَاء بِالْجُوعِ فَقبض على رجل من أهل الجرائم بِمَدِينَة بلبيس ووسط ثمَّ علق خَارج الْمَدِينَة فَوجدَ رجل قد أَخذ قلبه وكبده ليأكلهما من الْجُوع فمسك واحضر إِلَى مُتَوَلِّي الْحَرْب - وهما مَعَه - فَقَالَ: الْجُوع حَملَنِي على هَذَا فوصله بِمَال وخلاه لسبيله. وَفِيه غلت الملابس من الْحَرِير وَغَيره حَتَّى تعدت الْحَد وتجاوزت الْمِقْدَار فَبَلع الذِّرَاع الْكَتَّان الخام إِلَى عشْرين درهما وَأكْثر بعد أَرْبَعَة دَرَاهِم. وَفِيه قبض الْأَمِير شيخ على جمَاعَة بِدِمَشْق والزمهم بِحمْل مَال كَبِير. وَفرض على الْبَسَاتِين بالغوطة مبلغا كَبِيرا من الذَّهَب جبي من النَّاس وَأكْثر من المصادرات. شهر شعْبَان أَوله لأحد: فِيهِ سَار الْأَمِير جكم من طرابلس على أَنه مُتَوَجّه إِلَى الْأُمَرَاء بِدِمَشْق. فَلَمَّا نزل حماة أَخذ الْأَمِير عَلان نائبها وَمضى إِلَى حلب. وَقد كتب إِلَيْهِ عدَّة من أمرائها يستدعونه إِلَيْهَا فَقَدمهَا فِي سابعه وَمَعَهُ عَسْكَر طرابلس وحماة وطغرول بن سقل سيز - أحد أُمَرَاء التركمان - فِي جمع موفور فقاتله الْأَمِير دمرداش. فَلم يشْعر إِلَّا بجكم قد فتح لَهُ الْأُمَرَاء أحد أَبْوَاب الْمَدِينَة ودخلها ففر دمرداش وَمَعَهُ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شَهْري الْحَاجِب وَابْن عَمه نصر الدّين مُحَمَّد بن شَهْري نَائِب القلعة وأزدمر الْحَاجِب وشرباش نَائِب سيس وَمضى إِلَى البياضية والأينالية من التركمان فَنزل فيهم قربياً من حلب مُدَّة أَيَّام. ثمَّ توجه إِلَى مَدِينَة إِيَاس بجماعته وَوَلَدي أَخِيه قرقماس وتغري بردى فَدَخلَهَا فِي ثَالِث عشره فَقَامَ لَهُ نائبها بِمَا يَلِيق بِهِ وأركبه الْبَحْر يُرِيد مصر. وَأما الْأَمِير جكم فَإِنَّهُ استولى على حلب وأنعم على الْأَمِير عَلان نَائِب حماة بموجود دمرداش

<<  <  ج: ص:  >  >>