وَفِيه سَار الْأَمِير سودن الجلب من حلب إِلَى حريمه بالبيرة فَحَضَرَ يغمور من الدكرية وكبس البيرة وَسبي الْحَرِيم وَعَاد إِلَى نَاحيَة سروج. فَلَمَّا بلغ ذَلِك الْأَمِير جكم سَار من حلب فِي ثَانِي عشرينه إِلَى البيرة وَسَار بسودن الجلب إِلَى يغمور وقاتله وكسره وَأخذ لَهُ سِتَّة آلَاف جمل وَعشرَة آلَاف رَأس من الْغنم. وَبعث سودن الجلب فِي أَثَره فَضرب حَلقَة وَأسر سودن الجلب وَمن مَعَه. وَعَاد الْأَمِير جكم إِلَى حلب وَمَعَهُ حَرِيم يغمور رهينة على سودن الجلب. فأفرج وَفِيه ورد الْخَبَر من مَكَّة بِأَن جَمِيع مَا احْتَرَقَ من الْمَسْجِد الْحَرَام - وَهُوَ مَا بَين الثُّلُث وَالنّصف - قد عمر علوا وسفلاً وعملت الْعمد من حِجَارَة صوان منحوتة وَأَن الأرضة قد أكلت فِي سقف مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام. وَفِيه بَاعَ سنقر نَائِب طرسوس الْمَدِينَة للأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن قرمان وَسلمهَا لَهُ وَقد نزل ظَاهرهَا. وَفِيه سَار الْأَمِير المهتار زين الدّين عبد الرَّحْمَن إِلَى الكرك وَنزل عَلَيْهَا فِي سادس عشره. وَقد أتهم الْأَمِير عمر بن الهذباني النَّائِب بِالْخرُوجِ عَن طَاعَة السُّلْطَان فَجمع عبد الرَّحْمَن العشير فِي تَاسِع عشره وزحف على الْمَدِينَة وَقَاتل النَّائِب وهزمه وَقتل مِنْهُ عددا كَبِيرا وَحصر الْمَدِينَة وَمنع الْميرَة عَنْهَا وَجمع جمعا آخر وَقَاتل النَّائِب مرّة ثَانِيَة. وَكَانَ الغلاء قد اشْتَدَّ بِتِلْكَ الْبِلَاد وَكثر نهب الدّور بِالْمَدِينَةِ وَأخذ أَمْوَال أَهلهَا وتخربت دِيَارهمْ وتنوعت عقوبتهم. وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ قبض فِي ثَانِيه على الصاحب تَاج الدّين بن البقري وَأخذ جَمِيع مَا وجد لَهُ وأسلمه إِلَى شاد الدَّوَاوِين. وَفِي تاسعه: خلع على الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله وَاسْتقر فِي الوزارة وَنظر الْخَاص مُضَافا لما مَعَه من نظر الْجَيْش عوضا عَن ابْن البقري. وَفِي حادي عشره: أُعِيد ابْن خلدون إِلَى قَضَاء الْمَالِكِيَّة وَصرف الْبِسَاطِيّ. وَفِي رَابِع عشره: اسْتَقر الْأَمِير بشباي حَاجِب الْحجاب عوضا عَن الْأَمِير أقباي الطرنطاي المستقر أَمِير سلَاح.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute