شهر رَمَضَان أَوله الثُّلَاثَاء: فِي عاشره: قدم الْأَمِير يلبغا السالمي من ثغر الْإسْكَنْدَريَّة وَقد أفرج عَنهُ واستدعي فَأكْرم وَنزل إِلَى دَاره ثمَّ طلب إِلَى قلعة الْجَبَل وخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر مشير الدولة. وخلع مَعَه على الْأَمِير جمال الدّين الأستادار خلعة اسْتِمْرَار. وخلع عَليّ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الطلاوي خلعة الوزارة نقل إِلَيْهَا من شدّ الدَّوَاوِين. وَاسْتقر أقتمر شاد الدَّوَاوِين عوضه. وخلع على الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله وَاسْتقر فِي نظر الْجَيْش وَنظر الْخَاص على عَادَته. وَفِيه قدم سلامش حَاجِب غَزَّة يخبر بوصول الْأَمِير نوروز إِلَى غَزَّة طَائِعا. وَذَلِكَ أَنه خرج من دمشق للدورة بِأَرْض حوران والرملة فَلَمَّا قَارب غَزَّة كتب إِلَى السُّلْطَان بِأَنَّهُ قد أناب وَدخل فِي طَاعَته فَكتب إِلَيْهِ بِمَا يرضيه ورسم للأمير خاير بك نَائِب غَزَّة أَن يتلقاه ويكرمه فَقدم بِهِ إِلَى غَزَّة وَتوجه مِنْهَا يُرِيد الْقَاهِرَة فَقَدمهَا فِي رَابِع عشر رَمَضَان فَخلع عَلَيْهِ وَأَعْلَى خبز الْأَمِير يلبغا السالمي وَزيد عَلَيْهِ. وَأما أَمر الشَّام فَإِن الْأَمِير جكم خرج من حلب فِي حادي عشره يُرِيد دمشق وَقد حضر إِلَيْهِ شاهين دوادار الْأَمِير شيخ يستدعيه. وَكَانَ جكم قد سلم القلعة إِلَى شرف الدّين مُوسَى بن يلدق وَعمل حِجَابا وأرباب وظائف وعزم على أَن يتسلطن ويتلقب بِالْملكِ الْعَادِل. ثمَّ أخر ذَلِك وَقدم دمشق فِي ثَالِث عشرينه وَمَعَهُ الْأَمِير قانباي والأمير تغري بردى القجقاري وَجَمَاعَة. وَقد خرج الْأَمِير شيخ والأمراء إِلَى لِقَائِه وأنزله فِي الميدان فَترفع على الْأُمَرَاء ترفعاً زَائِدا أوجب تنكرهم عَلَيْهِ فِي الْبَاطِن إِلَّا أَن الضَّرُورَة قادتهم إِلَى الإغضاء فأكرموه وأنزلوه وحلفوه على الْقيام مَعَهم على السُّلْطَان وموافقتهم. وَأخذ فِي إِظْهَار شعار السلطة فشق عَلَيْهِم ذَلِك ومازالوا بِهِ حَتَّى تَركه. وَأقَام مَعَهم بِدِمَشْق إِلَى لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشرينه فَتوجه مِنْهَا مخفا إِلَى طرابلس وَترك أثقاله بِدِمَشْق ليجمع عَسَاكِر طرابلس وَغَيرهَا مِمَّن انْضَمَّ إِلَيْهِ. وَأما الْأَمِير دمرداش نَائِب حلب فَإِنَّهُ قدم على ظهر الْبَحْر إِلَى دمياط فِي سَابِع عشره وَبعث يسْتَأْذن فِي الْحُضُور فَإِذن لَهُ وَقدم إِلَى قلعة الْجَبَل. وَفِيه قبض بِدِمَشْق على الْأَمِير جركس الْحَاجِب فِي رَابِع عشرينه وأنعم بموجوده على الْأَمِير قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute