شهر ذِي الْحجَّة أَوله السبت. فِي ثَانِيه: سَار شاليش الْأُمَرَاء من غَزَّة إِلَى جِهَة الْقَاهِرَة. وَفِي ثالثه: سَار مِنْهَا الْأَمِير شيخ بِمن بَقِي مَعَه واستناب فِي غَزَّة الْأَمِير ألطنبغا العثماني. وَفِي سادسه: سقط الطَّائِر من بلبيس بنزول الْأُمَرَاء قطيا. فكثرت حركات العساكر بِالْقَاهِرَةِ وَركب السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل فِي يَوْم السبت ثامنه وَنزل بالريدانية وَبَات بهَا. وَقد عمل بِبَاب السلسلة من القلعة الْأَمِير بكتمر أَمِير سلَاح. فورد الْخَبَر بنزول الْأُمَرَاء الصالحية يَوْم التَّرويَة وبأخذهم مَا بهَا من الشّعير وَغَيره فَرَحل السُّلْطَان فِي يَوْم الْأَحَد تاسعه وَنزل العكرشة ثمَّ سَار مِنْهَا لَيْلًا وَأصْبح ببلبيس فضحى بهَا وَأقَام يومي الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَأعَاد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ابْن شعْبَان إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن ابْن الجباس ثمَّ صرف فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشره وأعيد ابْن الجباس. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشره: قبض بِالْقَاهِرَةِ على الْأَمِير يلبغا السالمي وعوق بِبَاب السلسلة وَأخذ جَمِيع موجوده بسعاية الْأَمِير جمال الدّين الأستادار. وَذَلِكَ أَنه غض بمكانه فأغرى بِهِ السُّلْطَان حَتَّى رسم لَهُ أَن يقبض عَلَيْهِ وَكَانَ قد خرج لتعبئة الإقامات وَنزل بالحوف فَسَار إِلَيْهِ فَأعْلم بِهِ ففاته وَقدم على السُّلْطَان فاصلح بَينهمَا. ثمَّ لما كَانَ يَوْم عيد الْأَضْحَى نَادِي السالمي فِي النَّاس أَن الْفُلُوس بأَرْبعَة دَرَاهِم الرطل بعد سِتَّة وَأَن المثقال الذَّهَب بِثَمَانِينَ بعد مائَة وَثَلَاثِينَ وَأَن الإفرنتي بستين فقلق النَّاس من ذَلِك قلقاً عَظِيما وَأنكر نَائِب الْغَيْبَة هَذَا ونادى بِخِلَافِهِ. وَكتب فِيهِ إِلَى السُّلْطَان فَوجدَ جمال الدّين السَّبِيل إِلَى القَوْل فِيهِ واغتنم غيبته بِالْقَاهِرَةِ عَن السُّلْطَان وَمَا زَالَ حَتَّى كتب إِلَى نَائِب الْغَيْبَة بِقَبْضِهِ وتقييده. وَفِيه الْتَقت مُقَدّمَة السُّلْطَان ومقدمة الْأُمَرَاء واقتتلوا فَرَحل السُّلْطَان من بلبيس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute