مَمْلُوك ابْن غراب. ثمَّ بعثوا إِلَى ابْن غراب فحول السُّلْطَان إِلَيْهِ وأنزله عِنْده بداره من غير أَن يعلم بذلك أحد. وَقد حَدثنِي بكتمر الْمَذْكُور بِهَذَا فِيمَا بعد وَقد صحبته فِي السّفر فبلوت مِنْهُ دينا وَصدق لهجة وشجاعة وَمَعْرِفَة ومحبة فِي الْعلم وَأَهله. السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور عز الدّين أَبُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن السُّلْطَان الظَّاهِر أبي سعيد برقوق بن أنص ثَالِث مُلُوك الجراكسة أمه أم ولد تركية اسْمهَا قنقباي. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بسنيات وَجعل أَبوهُ إِلَيْهِ السلطنة بعد أَخِيه النَّاصِر فرج. فَلَمَّا فقد الْملك النَّاصِر وَقت الظّهْر من يَوْم الْأَحَد خَامِس عشْرين ربيع الأول بَادر الْأُمَرَاء بالركوب إِلَى القلعة وهم طَائِفَتَانِ: الطَّائِفَة الَّتِي خَالَفت عَليّ النَّاصِر فِي السّنة الْمَاضِيَة وحاربته ثمَّ مَضَت إِلَى الشَّام فشنت الغارات وَأَقْبَلت بالعساكر وبيتته بالسعيدية. وانتهبت مَا كَانَ مَعَه وَمَعَ عساكره حَتَّى رَجَعَ إِلَى قلعة الْجَبَل على جمل. فَجمع وحشد. وَأعد واستعد فقاتلوه أَيَّامًا ثمَّ غلبوا فكر بَعضهم رَاجعا إِلَى الشَّام واختفى بَعضهم إِلَى أَن أَمنهم وأعادهم إِلَى رتبهم. وهم عدَّة يرجع أَمرهم إِلَى الْأَمِير يشبك الدوادار. والطائفة الْأُخْرَى هِيَ الَّتِي وفت للناصر وحاربت من ذكرنَا مَعَه وَكَبِيرهمْ الْأَمِير الْكَبِير بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر. فَلَمَّا صَار الْفَرِيقَانِ إِلَى القلعة مَنعهم الْأَمِير سودون تلى المحمدي أَمِير أخور من صعُود القلعة وهم يضرعون إِلَيْهِ من بعد نصف النَّهَار إِلَى بعد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute