للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غرُوب الشَّمْس. ثمَّ مكنهم من العبور من بَاب السلسلة. وَقد أحضروا الْخَلِيفَة والقضاة الْأَرْبَع واستدعوا الْأَمِير عبد الْعَزِيز بن الظَّاهِر وَقد ألبسهُ بن غراب الخلعة الخليفتية وعممه. فعهد إِلَيْهِ الْخَلِيفَة أَبُو عبد الله مُحَمَّد المتَوَكل على الله بالسلطنة ولقبوه الْملك الْمَنْصُور عز الدّين وكنوه بِأبي الْعِزّ. وَذَلِكَ عِنْد أَذَان عشَاء الْآخِرَة من لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشْرين ربيع الأول وَقد ناهز الِاحْتِلَام. وصعدوا بِهِ من الإسطبل إِلَى الْقصر. وَلم تدق البشائر على الْعَادة وَلَا زينت الْقَاهِرَة وَأصْبح النَّاس فِي سُكُون وهدوء فَنُوديَ بالأمان وَالدُّعَاء للْملك الْمَنْصُور. فتحيرت المماليك الَّتِي من عصبَة النَّاصِر. وأشاعوا أَنه مضى بِهِ دمرداش نَائِب حلب وبيغوت إِلَى الشَّام. وهم كثير مِنْهُم باللحاق بِهِ فأشاع آخَرُونَ أَنه قتل وَأعْرض الْأُمَرَاء عَن الفحص عَنهُ وَتَوَاصَوْا بالِاتِّفَاقِ. وَقَامَ بن غراب بأعباء المملكة يدبر الْأُمَرَاء كَيفَ شَاءَ. والمنصور تَحت كَفَالَة أمه. لَيْسَ لَهُ من السلطنة سوى مُجَرّد الِاسْم فِي الخطة وعَلى أَطْرَاف المراسيم. وَفِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشرينه: عملت الْخدمَة بالإيوان الْمَعْرُوف بدار الْعدْل وَجلسَ السُّلْطَان على تخت الْملك. وَحضر الْأُمَرَاء والقضاة وَأهل الدولة على الْعَادة وخلع على أَرْبَاب الْوَظَائِف. فاستمر الْأَمِير الْكَبِير بيبرس على عَادَته أتابك العساكر والأمير أقباي أَمِير سلَاح وسودن الطيار أَمِير مجْلِس وسودن تلى المحمدي أَمِير أخور وبشباي رَأس نوبَة كَبِيرا وأرسطاي حَاجِب الْحجاب وَسعد الدّين بن غراب كَاتب السِّرّ وفخر الدّين ماجد بن غراب وزيراً وفخر الدّين بن المرزوق نَاظر الْجَيْش. وخلع على الْقُضَاة الْأَرْبَع خلع الِاسْتِمْرَار. وَفِي هَذَا الشَّهْر: بلغ المثقال الذَّهَب إِلَى مائَة وَخمسين والإفرنتي إِلَى مائَة وَثَلَاثِينَ فَنُوديَ فِي سَابِع عشرينه أَن المثقال بِمِائَة وَأَرْبَعين والأفرنتي بِمِائَة وَعشْرين من أجل أَنه توقف الذَّهَب من قلَّة الْفُلُوس وَذَلِكَ أَنَّهَا صَارَت رخيصة وكل قِنْطَار مِنْهَا بستمائة عَنْهَا أَرْبَعَة مَثَاقِيل من الذَّهَب. وَمَعَ ذَلِك يُبَاع النّحاس الْأَحْمَر الَّذِي لم يضْرب بألفي دِرْهَم عَنْهَا ثَلَاثَة عشر مِثْقَالا وَثلث.

<<  <  ج: ص:  >  >>