وَكَانَ من خبر الْبِلَاد الشامية فِي هَذَا الشَّهْر أَن التركمان اجْتَمعُوا على ابْن صَاحب الباز وقصدوا حماة فدافعهم أَهلهَا أَشد المدافعة عَن دُخُولهَا فأفسدوا فِي الضواحي فَسَادًا كَبِيرا. وَقدم فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِيه: تشريف سلطاني للأمير شيخ نَائِب الشَّام فلبسه وَأعَاد صدر الدّين عَليّ ابْن الْآدَمِيّ إِلَى كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق. عوضا عَن السَّيِّد الشريف عَلَاء الدّين بتوقيع وصل إِلَيْهِ من السُّلْطَان. وَنُودِيَ بِدِمَشْق فِي الْعَسْكَر بالتأهب للسَّفر فَقدم فِي ثامنه الْأَمِير بكتمر شلق إِلَى دمشق وَقد عزل عَن نِيَابَة صفد بالأمير طولو وَاسْتقر على إقطاع الْأَمِير أسن بيه بِحكم أَنه أَقَامَ بطرابلس نِيَابَة عَن الْأَمِير جكم بهَا فَلبس بكتمر تشريفة. وَاسْتقر أتابك دمشق وَسَار طولو من دمشق إِلَى صفد فتسلمها. وَفِي ثَالِث عشره: قبض الْأَمِير شيخ على سودن الظريف وأعيد إِلَى السجْن لكَلَام نقل عَنهُ. وَكَانَت الأسعار قد غلت بِدِمَشْق فَفرق الْأَمِير شيخ الْفُقَرَاء على الْأَغْنِيَاء وَجعل لنَفسِهِ مِنْهُم نَصِيبا وافراً فَاجْتمعُوا فِي بعض اللَّيَالِي لأخذ الطَّعَام فَمَاتَ مِنْهُم أَرْبَعَة عشر إنْسَانا. وَقدم الْأَمِير دمرداش إِلَى دمشق فِي يَوْم السبت ثَانِي عشرينه وَقد وصل إِلَيْهِ تَقْلِيده بنيابة حماة وَهُوَ مشتت عِنْد التركمان. فتوصل حَتَّى دخل حماة. فَيوم دَخلهَا وصل إِلَيْهَا ابْن صَاحب الباز بجمائع التركمان فَلم تكن فِيهِ قُوَّة يلقاهم بهَا فَإِن عَسْكَر حماة سَار إِلَى الْأَمِير حكم بحلب فَخرج من حماة فَارًّا إِلَى حمص وَكتب إِلَى الْأَمِير شيخ يَسْتَأْذِنهُ فِي الْقدوم عَلَيْهِ فَأذن لَهُ. وَلما قدم أكْرمه وأنزله. وَفِي هَذَا الشَّهْر: فرض الْأَمِير شيخ على أهل دمشق أُجْرَة مساكنهم لشهر يحملونها إِلَيْهِ إِعَانَة لَهُ على قتال التركمان فَإِنَّهُم أَكْثرُوا الْفساد فِي بِلَاد حماة وطرابلس.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute