شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله السبت: فِيهِ خرج السُّلْطَان من حلب عَائِدًا إِلَى دمشق وَولي بحلب الْأَمِير جركس المصارع. وَولي الْأَمِير سودن بقجة نِيَابَة طرابلس. وَأقر الْأَمِير شيخ على نِيَابَة الشَّام وجد فِي مسيره حَتَّى قدم دمشق فِي خَمْسَة أَيَّام وَترك الخام وَرَاءه. فثارت طَائِفَة من المماليك وَمَعَهُمْ عَامَّة حلب على جركس المصارع وَقدم الْأَمِير نوروز بعسكره ففر جركس يُرِيد دمشق ونوروز فِي أَثَره فعثر بخام السُّلْطَان فَقَطعه وَوَقع النهب فِيهِ. وخلص الْأَمِير جركس إِلَى السُّلْطَان وَدخل مَعَه دمشق فِي ثامنه فَنزل السُّلْطَان دَار السَّعَادَة ونادى بِالْإِقَامَةِ فِي دمشق شَهْرَيْن. وَكَانَ الْأَمِير يشبك قد دخل بالْأَمْس وَهُوَ مَرِيض وَمَعَهُ الْأَمِير دمرداش والأمير باش باي رَأس نوبَة. وَهِي خَامِس عشره: أُعِيد شمس الدّين الأخناي إِلَى قَضَاء دمشق وعزل ابْن حجي. وَقدم الْخَبَر بنزول الْأَمِير نوروز حماة ثمَّ حمص ووصول جكم إِلَى حلب فَسَار السُّلْطَان من دمشق يَوْم الْأَحَد سادس عشره بَعْدَمَا تقدم إِلَى الْعَسْكَر بِأَن من كَانَ فرسه عَاجِزا فليذهب إِلَى الْقَاهِرَة وَألا يتبعهُ إِلَّا من كَانَ قَوِيا فَتسَارع أَكثر العساكر إِلَى الْعود إِلَى الْقَاهِرَة. وَلم يتبع السُّلْطَان مِنْهُم كثير أحد فَانْتهى فِي مسيره إِلَى قريب منزلَة قارة ثمَّ عَاد مجداً فَدخل دمشق يَوْم الْخَمِيس عشرينه. وَقد فرق شَمله وَتَأَخر جمَاعَة من الْأُمَرَاء مَعَ شيخ نَائِب الشَّام فَخرج الْأَمِير يشبك فِي ثَانِي عشرينه وَخرج شبح ودمرداش وألطنبغا العثماني فِي عدَّة أُمَرَاء يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشرينه إِلَى صفد. وَسَار السُّلْطَان ويشبك يُرِيد مصر فَدخل إِلَى الْقُدس وَقد تخلف الْأَمِير سودن الحمزاوي بِدِمَشْق وَمَعَهُ عدَّة من الْأُمَرَاء مغاضبين للسُّلْطَان. ثمَّ توجه الحمزاوي من دمشق يُرِيد صفد وَأخذ كثيرا من الأثقال السُّلْطَانِيَّة وَاسْتولى على صفد. وَفِي يَوْم الْأَحَد رَابِع جُمَادَى الأولى: أعَاد نَائِب الْغَيْبَة ابْن شعْبَان إِلَى الْحِسْبَة وعزل الطَّوِيل. وَأما الشَّام فَإِن الْأَمِير سودن الحمزاوي الدوادار دخل بالجاليش السلطاني إِلَى دمشق فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث شهر ربيع الآخر وَدخل الْأَمِير بيغوت فِي رابعه وَقدم السُّلْطَان فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سابعه والأمير شيخ نَائِب الشَّام قد حمل الجتر على رَأسه وَبَين يَدَيْهِ الْخَلِيفَة والقضاة والأمير يشبك وَبَقِيَّة العساكر فَنزل السُّلْطَان بدار السَّعَادَة. وَفِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامنه: بعث الْوَزير فِي طلب عَلَاء الدّين عَليّ بن أبي الْبَقَاء قَاضِي دمشق ففر من الأعوان بَعْدَمَا قبضوا عَلَيْهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute