وَلَا فر وَصوب بعض التراكمين على جكم ورماه بِحجر فِي مقلاع أصَاب جَبهته فتجلد قَلِيلا وَمسح الدَّم عَن وَجهه ولحيته ثمَّ اخْتَلَط وَسقط عَن فرسه فتكاثر التركمان على من مَعَه وقتلوهم فَانْهَزَمَ بَقِيَّة الْعَسْكَر والتركمان فِي أَعْقَابهم تقتل وتأسر فَلم ينج مِنْهُم إِلَّا الْقَلِيل وَطلب جكم بَين الْقَتْلَى حَتَّى عرفه بعض التراكمين فَقطع رَأسه وبعثها إِلَى مصر وَقتل فِي هَذِه الْوَقْعَة الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شَهْري حَاجِب حلب والأمير أقمول نَائِب عينتاب وَالْملك الظَّاهِر عِيسَى صَاحب ماردين وحاجبه فياض وفر الْأَمِير كمشبغا العيساوي والأمير تمربعا المشطوب حَتَّى لَحقا بحلب. وَكَانَت هَذِه الْوَقْعَة فِي سَابِع عشْرين ذِي الْقعدَة فدقت البشائر بقلعة الْجَبَل ثَلَاثَة أَيَّام. وَفِي هَذَا الشَّهْر: أَيْضا ركب الْأَمِير شيخ نَائِب الشَّام من صفد يُرِيد الْأُمَرَاء بغزة وهم سودن الحمزاوي والأمير أينال بيه بن قجماس والأمير يشبك بن أزدمر فطرقهم على حِين غَفلَة فقاتلوه على الجديدة فِي يَوْم الْخَمِيس رابعه فَقتل أينال بيه وَيُونُس الحافظي نَائِب حماة وسودن تلِي المحمدي وسودن قرناس. وَقبض على سودن الحمزاوي بَعْدَمَا قلعت عينه وفر يشبك بن أزدمر إِلَى دمشق وَوَقع فِي قَبْضَة الْأَمِير شيخ عدَّة من المماليك فوسط تِسْعَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة وغرق أحد عشر وَأَفْرج عَن مماليك الْأُمَرَاء وَقَالَ لَهُم: قد وفيتم لأستاذيكم وَبعث بطَائفَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى السُّلْطَان وَعَاد إِلَى صفد. وَفِي هَذَا الشَّهْر: خسف جَمِيع جرم الْقَمَر فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع عشره. وَفِيه عَاد الْأَمِير نوروز إِلَى طَاعَة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بعد قتل جكم وافتتح كتبه بالملكي الناصري وأعيدت الْخطْبَة للناصر بِدِمَشْق يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرينه. وَسمع بعض أهل طَرِيق الله صَوتا فِي الْهَوَاء بِدِمَشْق حفظ مِنْهُ: يمر السَّحَاب بِأَرْض الشَّام كمر الْحمام بِأَرْض الْحرم تروم النُّزُول فَلَا تسطيع لفعل الْخَطَايَا وذنب الْأُمَم وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الطنبدي الشَّافِعِي وَقد أناف على السِّتين فِي حادي عشْرين ربيع الأول وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء العارفين بالأصول وَالتَّفْسِير والغريب. وَأفْتى ودرس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute