للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَار السُّلْطَان فَدخل قلعة الْجَبَل فِي يَوْم السبت حادي عشره وَقد ختم على حواصل جمال الدّين ودوره وأحيط بهَا. وَتقدم فتح الله كَاتب السِّرّ لحفظ موجوده. وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة عاشره: نزل الْأَمِير شيخ على شقحب وَكَانَ الْأَمِير بكتمر قد خرج إِلَى لِقَائِه بعسكر دمشق. وَنزل قبَّة يلبغا. وَثمّ ركب لَيْلًا يُرِيد كبس الْأَمِير شيخ فلقي كشافته عِنْد خَان ابْن ذِي النُّون فواقعه فَبلغ ذَلِك الْخَبَر شَيخا فَركب وَأَتَاهُ. فَلم يثبت بكتمر وَانْهَزَمَ وأتى الْأَمِير شيخ فَنزل بِمن مَعَه قبَّة يلبغا. وَدخل بكرَة يَوْم الْجُمُعَة إِلَى دمشق وَنزل بدار السَّعَادَة من غير ممانع وَقد تَلقاهُ النَّاس فَاعْتَذر لَهُم بِأَنَّهُ لم يقْصد سوي النُّزُول فِي الميدان خَارج دمشق ليقضي أشغاله وَأَنه كتب يسْتَأْذن الْأَمِير بكتمر فِي ذَلِك فَأبى ثمَّ خرج وقاتله فَانْهَزَمَ بكتمر وَأما بكتمر فَإِنَّهُ توجه نَحْو صفد وَمَعَهُ قريب مائَة فَارس وتخلف الْعَسْكَر عَنهُ بِدِمَشْق. وَفِي ثَالِث عشره: ولى الْأَمِير شيخ شهَاب الدّين أَحْمد بن الشَّهِيد نظر الْجَيْش بِدِمَشْق. وَولى شمس الدّين مُحَمَّد التباني نظر الْجَامِع الْأمَوِي وتغري برمش - استادار - نِيَابَة بعلبك وأياس الكركي نِيَابَة الْقُدس ومنكلي بغا كاشف الْقبلية والشريف مُحَمَّد ابْن دغا محتسب دمشق. وَإِلَى يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشره: خلع عَليّ تَاج الدّين عبد الرازق بن الهيصم نَاظر الإسطبل وَكَاتب المماليك. وَاسْتقر استادار السُّلْطَان عوضا عَن الْأَمِير جمال الدّين وَلبس زِيّ الْأُمَرَاء - وَهُوَ القباء - وَشد بوسطه السَّيْف وَعمل على رَأسه كلفتاه وخلع على أَخِيه مجد الدّين عبد الْغَنِيّ بن الهيصم مُسْتَوْفِي الدِّيوَان الْمُفْرد وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص وخلع على سعد الدّين إِبْرَاهِيم البشيري نَاظر الدولة وَاسْتقر فِي الوزارة. وخلع عَليّ تَقِيّ الدّين عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر وَاسْتقر نَاظر الدِّيوَان الْمُفْرد على عَادَته وأضيف إِلَيْهِ أستادارية الْأَمْلَاك والأوقاف السُّلْطَانِيَّة عوضا عَن الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد ابْن أُخْت جمال الدّين وخلع على تَاج الدّين فضل الله بن الرَّمْلِيّ وَاسْتقر فِي نظر الدولة بمفرده وخلع على حسام الدّين حُسَيْن الْأَحول وَاسْتقر أَمِير جاندار. وَفِيه ركب الْأَمِير شيخ وَمَعَهُ عَسْكَر دمشق بأجمعهم يُرِيدُونَ صفد. وَلم يتَأَخَّر بِدِمَشْق سوى الْأَمِير تمراز نَائِب السلطنة والأمير عَلان. وَفِيه كتب الْأَمِير شيخ محضراً بِأَنَّهُ كَانَ مُتَوَجها إِلَى طرابلس فَلَمَّا وصل شقحب قَصده بكتمر وَأَرَادَ أَن يركب عَلَيْهِ ويبدد شَمله فَدفع عَن نَفسه. وَشهد لَهُ فِيهِ جمَاعَة وَقصد تَجْهِيزه إِلَى السُّلْطَان فَلم يَجْسُر أحد على الْمُضِيّ بِهِ فَسَار - وَهُوَ مَعَه - حَتَّى بلغ إِلَى الْمنية قَرِيبا من صفد وجد إِمَام الصَّخْرَة بالقدس فَبَعثه بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>