للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي سادس عشرينه: قدم إِلَى دمشق من وطاق الْأَمِير شيخ شمس الدّين مُحَمَّد بن التباني وَقد ولاه خطابة الْجَامِع الْأمَوِي فأكبر النَّاس ذَلِك لأَنهم لم يعهدوا خطبه قطّ إِلَّا شافعياً. وَكَتَبُوا فِي هَذَا إِلَى الْأَمِير شيخ فَأَعَادَ الباعوني إِلَى الخطابة. شهر رَمَضَان أَوله الثُّلَاثَاء: فِيهِ أرجف فِي دمشق بهجوم سودن المحمدي فَجعلت الستائر على قلعة دمشق وَسبب ذَلِك أَن نوروز كَاتبه يستميله إِلَيْهِ فاستحال على الْأَمِير شيخ وَتوجه إِلَى دمشق يُرِيد أَخذهَا وعاث فِي بِلَاد صفد وصادر أهل الْقرى. وَنزل سعسع فَكتب بدلك إِلَى الْأَمِير شيخ فَبعث دواداره جقمق فَقدم فِي سادسه باستخراج الْأَمْوَال من النَّاس فَفرض على الْبَسَاتِين والقرى مَالا جبى مِنْهُم. فَبَيْنَمَا هُوَ فِي ذَلِك إِذْ قدم المحمدي من غده يَوْم الِاثْنَيْنِ سابعه إِلَى داريا وزحف حَتَّى وصل إِلَى الْمصلى وَضرب خامه ونادى بالأمان. وَقَالَ: أَنا من جِهَة السُّلْطَان والأمير نوروز نَائِب الشَّام وحطم يُرِيد القلعة وَقد وقف الْأَمِير ألطنبغا القرمشي نَائِب الْغَيْبَة بِمن مَعَه على بَاب النَّصْر فَدخل طَائِفَة من أَصْحَاب المحمدي الْمَدِينَة من بَاب الصَّغِير فَدخل القرمشي وجماعته من بَاب النَّصْر وَأَغْلقُوا عَلَيْهِم. وَرمي من بالقلعة على رجالة المحمدي فَانْهَزَمُوا. وبينما النَّاس فِي الْقِتَال إِذْ قدم من وطاق الْأَمِير شيخ الْأَمِير سودن بقجة والأمير أينال المنقار على عَسْكَر فَقَاتلُوا المحمدي قتالاً كثيرا تقنطر فِيهِ عَن فرسه إِلَى الأَرْض فأدركه من مَعَه وأركبوه وَقد تفرق جمعه. فَمر على وَجهه وَلحق بالأمير نوروز وَحلف لَهُ وللسلطان وغنم أهل دمشق مَا كَانَ مَعَه وقبضوا على خمسين من أَصْحَابه. فَلَمَّا انجلت الْوَقْعَة قدم فِي اللَّيْل شاهين الدوادار من وطاق الْأَمِير شيخ وجد فِي اسْتِخْرَاج مَا فرض على النَّاس من الْأَمْوَال فَنزل بِأَهْل دمشق شَدَائِد. وَفِي سادس عشرينه: نُودي فِي دمشق بالتأهيب لِلْخُرُوجِ مَعَ الْأَمِير سودن بقجة ليشر إِلَى صفد فَإِنَّهُ اسْتَقر فِي نيابتها من جِهَة الْأَمِير شيخ وَكَانَ قد وصل الْأَمِير شاهين الزردكاش إِلَى صفد من قبل السُّلْطَان نَائِبا بهَا وَولي أَيْضا جَانِبك دوادار

<<  <  ج: ص:  >  >>