وَأما أينال فَإِنَّهُ شهر سَيْفه وسَاق فرسه وَمضى فَلم يلْحقهُ غير الْأَمِير قجق أدْركهُ وضربه على يَده ضَرْبَة جرحه جرحا بَالغا وَفَاته فَلم يقدر عَلَيْهِ وَصعد السُّلْطَان إِلَى القلعة سالما. وَسبب ذَلِك أَنه بلغه عَنْهُمَا أَنَّهُمَا يُريدَان إثارة فتْنَة. وَقَامَ بعض المماليك فحاققهما أَنَّهُمَا يكاتبان الْأَمِير شيخ فَنُوديَ على الْأَمِير أينال بِالْقَاهِرَةِ عدَّة أَيَّام فَلم يعرف خَبره. وَحمل قردم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا ورتب لَهُ فِي كل يَوْم مبلغ خَمْسمِائَة دِرْهَم من الْفُلُوس. وَلم يُؤْخَذ لَهُ خيل وَلَا قماش وَلَا غير ذَلِك. وَفِي ثَالِث عشره: نزل على صفد عَسْكَر دمشق وَفِيه شاهين الدوادار وقرقماش ابْن أخي دمرداش وسودن بقجة وألطنبغا القرمشي وخليل الجشاري وَحسن بن قَاسم بن متيرك مقدم عرب حَارِثَة وَأَبُو بكر بن مشاق شيخ جبل نابلس فِي جمع كثير من العشير والتركمان فَخرج إِلَيْهِم الْأَمِير شاهين وَقَاتلهمْ يَوْمه وَبَاتُوا متحاربين وعدوا على حربهم فَاقْتَتلُوا يومهم بِطُولِهِ قتالاً شَدِيدا جرح فيهم شاهين بِوَجْهِهِ وَيَده وَكَاد يُؤْخَذ لَوْلَا أَنه فر فَتَبِعَهُ قرقماش وَبَقِيَّة الْعَسْكَر وَقد جرح أَكْثَرهم وَنهب لَهُم شَيْء كثير وَقتل بَين الْفَرِيقَيْنِ جمَاعَة وَأسر من أهل صفد أسندمر كاشف الرملة فَنزل الشيخية قَرِيبا من صفد وَمنعُوا الْميرَة أَن تصل إِلَيْهَا وبعثوا بأسندمر إِلَى الْأَمِير شيخ وسألوه فِي نجدة فعين لَهُم أقبردي المنقار بِمِائَة وَخمسين فَارِسًا وأردفه بيشبك الأيتمشي وبنائب بعلبك. وَفِي خَامِس عشره: قدم إِلَى صفد الْأَمِير يشبك الموساوي نَائِب عزة من قبل السُّلْطَان. وَقدم أَيْضا سودن اليوسفي وبردبك من أَصْحَاب نوروز. ثمَّ سَار قرقماش ابْن أخي دمرداش عَن صفد وَقدم على الْأَمِير شيخ بحمص مسيره إِلَى دمشق فَقَدمهَا فِي ثَانِي عشرينه وَمَعَهُ مائَة فَارس لتجهيز الْآلَات لقِتَال صفد وَقد حصنت قلعة دمشق وَنصب عَلَيْهَا المنجنيق خوفًا من قدوم الْأَمِير نوروز إِلَيْهَا. وَفِيه قدم أَيْضا إِلَى دمشق نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن خطب نقيرين وَقد ولاه الْأَمِير شيخ قضاءها. وعزل الشهَاب الحسباني.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute