للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي خَامِس عشره: سَار السُّلْطَان من حلب بَعْدَمَا قدم عَلَيْهِ الْأَمِير دمرداش نَائِب حلب يُرِيد أعداءه وَقد سَارُوا إِلَى عينتاب فَلَمَّا أحسوا بمسيره مضوا إِلَى مرعش ثمَّ إِلَى ككسوا حَتَّى أَتَوا إِلَى قيسارية الرّوم. فَنزل السُّلْطَان بأبلستين وَأقَام عَلَيْهَا وَكتب إِلَى الأميرين شيخ ونوروز وَمن مَعَهُمَا يخيرهم بَين الْخُرُوج من مَمْلَكَته وَبَين الْوُقُوف لمحاربته أَو الرُّجُوع إِلَى طَاعَته وَأَنه قد عزم على الْإِقَامَة بأبلستين السنتين وَالثَّلَاث حَتَّى ينَال غَرَضه مِنْهُم. فَأَجَابَهُ الْأَمِير شيخ يعْتَذر عَن حُضُوره بِمَا خامر قلبه من شدَّة الْخَوْف عِنْد الْقَبْض عَلَيْهِ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَأَنه لَا يحارب السُّلْطَان مَا عالق بَعْدَمَا حلف لَهُ فِي نوبَة صرخد. وَكرر الِاعْتِذَار عَن محاربته الْأَمِير بكتمر جلق وَذكر أَن الَّذين مَعَه إِنَّمَا هم مماليكه اشتراهم بِمَالِه من نَحْو عشر سِنِين وَلَا يُمكنهُم مُفَارقَته وَأَنه مَا أَخذ من أوقاف دمشق إِلَّا مَا خرب وَصَارَ لَا ينْتَفع بِهِ وَلَا يُقَام فِيهِ شَعَائِر الْإِسْلَام فَكَانَ يأكلها من لَا ستحقها. وَأَنه لم يفعل ذَلِك إِلَّا من فقره وَعدم قدرته وَأَنه إِن لم يسمح السُّلْطَان لَهُ بنيابة الشَّام كَمَا كَانَ فلينعم عَلَيْهِ بنيابة أبلستين وعَلى الْأَمِير نوروز بملطية وعَلى يشبك ابْن أزدمر بعينتاب وعَلى غَيرهم من الْأُمَرَاء بِبَقِيَّة القلاع فَإِنَّهُم أَحَق من التركمان والأكراد المفسدين. فَلم يرض السُّلْطَان مِنْهُم بذلك وصمم على الْإِقَامَة وَكتب يَسْتَدْعِي التراكمين وَغَيرهم. وَفِي هَذَا الشَّهْر: مَاتَ نيق الْقَائِم بِمَدِينَة الكرك فَقَامَ بعده أَخُوهُ يشبك وَاسْتولى على قلعتها. وَفِيه وَقعت فتْنَة بجبل نابلس بَين ابْن عبد السَّاتِر وَابْن عبد القاد شَيْخي العشير ففر ابْن عبد الْقَادِر وَكَثُرت الْفِتَن بِتِلْكَ الْبِلَاد حَتَّى انْقَطَعت الدروب فَلم تسلك. وَفِيه بعث تنبك نَائِب قلعة الرّوم إِلَى الْأَمِير نوروز عشْرين فرسا تقدمة فعين لأخذ قلعة الرّوم وقلعة البيرة سودن تلِي المحمدي على أَرْبَعمِائَة فَارس فَنزل تنبك إِلَى البيرة فقاتله مبارك شاه نائبها وظفر بِهِ واعتقله بالقلعة فَكتب السُّلْطَان بمسير مبارك شاه مَعَ نكباي وَقد ولاه قلعة الرّوم حَتَّى يتسلمها فَمضى بِهِ وَأَخذهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>