الْعَريش وعندما قدم الْعَسْكَر إِلَى غَزَّة بعث الْأَمِير بكتمر بالأميرين شُجَاع الدّين شاهين الزردكاش وَسيف الدّين أسنبغا الزردكاش إِلَى قلعة الْجَبَل من على الْبَريَّة ليخبر من بهَا بقدوم الْعَسْكَر فسارا وَقدم الْخَبَر من الْقَاهِرَة وقلعة الْجَبَل على الْأَمِير بكتمر فِي كتاب الْأَمِير سيف الدّين أرغون نَائِب الْغَيْبَة بِأَنَّهُ قد حصن قلعة الْجَبَل والإصطبل السلطاني والحوش ومدرسة السُّلْطَان حسن ومدرسة الْأَشْرَف وَأَنه وَمن مَعَه قد اسْتَعدوا للقاء شيخ ونوروز. فَسَار شاهين الزردكاش بِمن مَعَه من غَزَّة عصر يَوْم الْخَمِيس خامسه يُرِيد الْقَاهِرَة. وَفِيه ورد الْخَبَر بِمَوْت جمَاعَة من أَصْحَاب الأميرين شيخ ونوروز مِنْهُم تمربغا المشطوب نَائِب حلب وأينال المنقار وألطنبغا بَابا وشاهين دوادار الْأَمِير شيخ وَأَن شاهين هَذَا مَاتَ بالعريش. وَفِيه سقط الطَّائِر من قطيا إِلَى قلعة الْجَبَل وَقد سرحه الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ ابْن أبي الْفرج - مُتَوَلِّي قطيا وَكَاشف الْوَجْه البحري - بِخَبَر وُصُول الأميرين شيخ ونوروز إِلَى قطيا وَأَن من مَعَهُمَا نهبها وَأَنه تنحى إِلَى جِهَة الطينة وَأَنَّهُمْ سَارُوا من قطيا يُرِيدُونَ الْقَاهِرَة. فَأخذ الْأَمِير أرغون وَمن مَعَه أهبتهم وعزم الْأَمِير كافور - زِمَام الآدر السُّلْطَانِيَّة - أَن يسير بالأميرين فرج وَمُحَمّد وَلَدي السُّلْطَان مَعَ الْحَرِيم السلطاني إِلَى ثغر الْإسْكَنْدَريَّة حسب مَا رسمه بِهِ فَلم يتَمَكَّن من ذَلِك لضيق الْوَقْت وَقلة الْأَمْن وَكَثْرَة الْفِتَن فِي الْبر وَالْبَحْر فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَحَد ثامنه وصل الْأَمِير شيخ والأمير نوروز والأمير يشبك بن أزدمر والأمير بردبك والأمير منباي والأمير سودن بقجه والأمير سودن المحمدي ويشبك العثماني وقمش وقوزي وأتباعهم وَمَعَهُمْ جمع كثير من الزهور وَبني وَائِل من عرب الشرقية وأمير سعيد كاشف الشرقية وَهُوَ مَعْزُول عَنْهَا فَبَلغهُمْ تحصين القلعة والمدرستين وَأَن الْأَمِير أرغون وَمن مَعَه من الْأُمَرَاء قبضوا على أَرْبَعِينَ مَمْلُوكا من النوروزية الَّذين يَمْشُونَ فِي الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة وسجنوهم بالبرج من قلعة الْجَبَل خوفًا من غدرهم فَسَار الْأَمِير شيخ بِمن مَعَه من نَاحيَة المطرية إِلَى جِهَة بولاق ومضوا على الميدان الْكَبِير إِلَى الصليبة وَخَرجُوا إِلَى الرميلة تَحت القلعة من سويقة منعم فَرَمَاهُمْ الممالك السُّلْطَانِيَّة بالمدافع والنشاب. وبرز لَهُم الْأَمِير أينال الصصلاني الْحَاجِب بِمن مَعَه وَقد وقف عِنْد بَاب السلسلة فتقنطر من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute