للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْحَاجِب فَإِن وَحده من جملَة الْمُخَالفين فليقبض عَلَيْهِ، ويعتقلهم، وينعم على الْأَمِير تمراز بالإمرة الْكُبْرَى بِدِمَشْق. شهر شعْبَان أَوله الْأَرْبَعَاء: فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهله: ذبح السُّلْطَان عشْرين رجلا مِمَّن قبض عَلَيْهِم من المماليك. ووسط فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَلَاثَة عشر رجلا تَحت القلعة مِنْهُم الْأَمِير حزمان نَائِب الْقُدس وَأحد أُمَرَاء العشرات والأمير عَاقل والأمير أرغز أحد أُمَرَاء الألوف بِدِمَشْق والأمير سودن الظريف والأمير مغلباي وَمُحَمّد بن الْأَمِير قجماس ابْن عَم الْملك الظَّاهِر. وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِيه: قتل السُّلْطَان بالقلعة زِيَادَة على مائَة من أكَابِر الجراكسة وعتاتهم وَركب السُّلْطَان سحر يَوْم الْخَمِيس للصَّيْد بِنَاحِيَة بهتيت من الضواحي. وَتقدم إِلَى وَالِي الْقَاهِرَة أَن يقتل عشرَة من المماليك لتخلفهم عَن الرّكُوب مَعَه فَقتلُوا. وَعَاد السُّلْطَان من الصَّيْد فَمر بشارع الْقَاهِرَة فِي دون الْمِائَة فَارس وَعَلِيهِ ثِيَاب جُلُوسه وَهُوَ ثمل لَا يكَاد يثبت على فرسه حَتَّى صعد القلعة نصف النَّهَار وَلم يعرف قطّ بِمصْر ملك شقّ الْقَاهِرَة بِثِيَاب جُلُوسه قبل هَذَا. وَفِي خَامِس عشره: أُعِيد ابْن شعْبَان إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة وعزل ابْن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي. وَفِي يَوْم السبت ثامن عشره: عزم السُّلْطَان على شرب دَوَاء مسهل وَبعث رَئِيس الْأَطِبَّاء علم الدّين سُلَيْمَان بن جنيبة إِلَى الْأُمَرَاء يعلمهُمْ بذلك فتهيئوا بأجمعهم لتجهيز التقادم فِي غده وَأَصْبحُوا يَوْم الْأَحَد فِي حملهَا على مقاديرهم فَحمل الْوَزير مبلغ ألفي دِينَار وَأَرْبَعمِائَة طَائِر من الدَّجَاج وَمِائَة طَائِر إوز وقنطارين سكرا مكرواً وفواكه وحلوى وَغير ذَلِك. وَحمل نَاظر الْخَاص وَغَيره حَتَّى محتسب الْقَاهِرَة وَاسْتمرّ هَذَا عَادَة فِي كل سنة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اشْتَدَّ مرض الْأَمِير تغري بردى نَائِب الشَّام فَكتب إِلَى الْأَمِير قرقماس نَائِب صفد بالحضور فَتوجه إِلَى دمشق وَكَانَ خبر قتل جانم قد اشْتهر بِدِمَشْق فتخيل الْأَمِير يشبك بن أزدمر وَخَافَ على نَفسه وعزم أَن يثور بِجَمَاعَة ثمَّ ركب وَخرج من الْبَلَد فِي سابعه فَقدم نَائِب صفد إِلَى دمشق فِي تاسعه فَقبض فِيهِ على جمَاعَة مِنْهُم تمراز الْأَعْوَر وأينال الخازندار وخشكلدي وسودن وأزدمر فماج النَّاس. ثمَّ حمل تمراز الأعوار وَبرد بك الخازندار وجركس التنمي وأزدمر إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>