فتحالفاً وعوضه الْكَامِل عَن دمشق بالكرك والشوبك وأعمالهما مَعَ الصَّلْت والبلقاء والأغوار جَمِيعهَا ونابلس وأعمال الْقُدس وَبَيت جِبْرِيل ثمَّ نزل النَّاصِر عَن الشوبك للكامل فقبلها وَصَارَ للكامل مَعَ الشوبك بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وطبرية وغزة وعسقلان والرملة ولد وَمَا بأيدي الْمُسلمين من السَّاحِل. وَفتحت أَبْوَاب دمشق فِي أول يَوْم من شعْبَان فشق ذَلِك على أهل دمشق وتأسفوا على مُفَارقَة النَّاصِر وَكثر بكاؤهم ثمَّ تسلمها الْملك الْأَشْرَف وَبعث الْكَامِل قصاده لتسلم بِلَاد الْأَشْرَف وهم الْأَمِير فَخر الدّين بن شيخ الشُّيُوخ وَالْخَادِم شمس الدّين صَوَاب وَجَمَاعَة فتسلما حران والرها وسروج وَرَأس عين والرمة وَغير ذَلِك وسافر النَّاصِر دَاوُد بأَهْله إِلَى الكرك وَسَار الْكَامِل إِلَى حماة وَبهَا النَّاصِر صَلَاح الدّين قلج أرسلان بن الْمَنْصُور مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب. وَقدم مَعَ الْكَامِل المظفر تَقِيّ الدّين مَحْمُود بن الْمَنْصُور مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب فِي جمَاعَة فنازل حماة حَتَّى سلم صَاحبهَا النَّاصِر قلج أرسلان وَسبق إِلَى الْملك الْكَامِل وَهُوَ بسليمة فأهانه واعتقله وتسلم المظفر حماة فَكَانَت مُدَّة النَّاصِر بحماة تسع سِنِين تنقص شَهْرَيْن وَبعث الْكَامِل بالناصر صَاحب حماة إِلَى مصر فاعتقل بهَا ثمَّ سَار الْكَامِل يُرِيد الْبِلَاد الشرقية فَقطع الْفُرَات وَدخل قلعة جعبر ثمَّ توجه إِلَى الرقة وخافه مُلُوك الشرق فعيد بالرقة عيد الْفطر وَسَار إِلَى حران والرها واستخدم بهَا عسكراً عدته نَحْو ألفي فَارس فَقدمت عَلَيْهِ رسل ماردين وآمد والموصل وإربل وَحضر إِلَيْهِ أَيْضا عدَّة مُلُوك وَبعث الْكَامِل فَخر الدّين بن شيخ الشُّيُوخ إِلَى الْخَلِيفَة وَأطلق ابْن أَخِيه الْملك النَّاصِر قلج ارسلان من اعتقاله وخلع عليع وَأَعْطَاهُ بارين وَكتب لَهُ بهَا توقيعاً وَأمر أَن يحمل إِلَيْهِ مَا كَانَ فِي قلعة حماة - وَهُوَ أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم - وَكتب إِلَى المظفر تَقِيّ الدّين بِتَسْلِيم ذَلِك إِلَيْهِ. فوصل النَّاصِر إِلَى بارين وتسلمها ثمَّ ورد الْخَبَر على الْكَامِل بِأَن جلال الدّين خورازم شاه نَازل خلاط وَنصب عَلَيْهَا عشْرين منجنيقاً وَكَانَ وُصُوله إِلَيْهَا فِي نصف شَوَّال وَكَانَت خلاط للْملك الْأَشْرَف وَبهَا عسكره فأرسلوا إِلَى الْملك الْكَامِل يسْأَلُون فِي نجدة فَلم يُرْسل الْكَامِل إِلَيْهِم أحدا وَورد الْخَبَر بِإِقَامَة الْخطْبَة فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute