للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْأُمَرَاء الَّذين تقدموه قد خَرجُوا عَن الطَّاعَة فَلم يثبت وَسَار من غَزَّة مجداً فِي طَلَبهمْ وَقد نفرت مِنْهُ الْقُلُوب وتمالت على بغضه لقبح سيرته وَسُوء سَرِيرَته. وَفِي ثَانِي عشرينه: أفرج بِدِمَشْق عَن شهَاب الدّين أَحْمد بن الحسباني بعد سجنه ثَلَاثَة وَسِتِّينَ يَوْمًا. وَفِي سادس عشرينه: نزل الْأُمَرَاء الَّذين تقدمُوا بقبة يلبغا خَارج دمشق وركبوا إِلَى الْأَمِير تغري بردى نَائِب الشَّام فعادوه وَقد اشْتَدَّ بِهِ مَرضه وأعلنوا بِمَا هم عَلَيْهِ من الْخلاف للسُّلْطَان وَالْخُرُوج عَن طَاعَته. ثمَّ رحلوا عَن قبَّة يلبغا فِي تَاسِع عشرينه ونزلوا على بَرزَة يُرِيدُونَ اللحاق بالأميرين شيخ ونوروز على حمص فَلم يوافقهم على ذَلِك الْأَمِير شاهين الزردكاش فقبضوا عَلَيْهِ ومضوا. وَنزل السُّلْطَان الْكسْوَة فِي بكرَة يَوْم الثُّلَاثَاء سلخه وَقد فت فِي عضده مُخَالفَة الْأُمَرَاء عَلَيْهِ ولاحت إمارات الخذلان عَلَيْهِ وَظَهَرت كآبة الزَّوَال والإدبار. فألبس من مَعَه من الْعَسْكَر السِّلَاح ورتبهم بِنَفسِهِ. ثمَّ سَاق بهم وَقصد دمشق فَدَخلَهَا وَقت الزَّوَال من يَوْمه. وَفِي هَذِه السّنة: قوي الْأَمِير مُحَمَّد بن قرمان وَفتح مملكة كرميان جَمِيعهَا. وفيهَا حاصر الْأَمِير مُوسَى بن عُثْمَان الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَفتح مِنْهَا عده بِلَاد وغنم غَنَائِم كَثِيرَة ومزق كل النَّصَارَى. وفيهَا انخسف قبر بمقبرة بَاب الصَّغِير خَارج دمشق فَخرج من الْخَسْف ذُبَاب أَزْرَق كبار حَتَّى صَارَت كالظلة. وَوجد ذَلِك قد خرج من قبر طوله اثْنَان وَعِشْرُونَ ذِرَاعا وبطوله ميت قد صَار على هَيْئَة الرماد من الْبلَاء. وَمَات فِي هَذِه السّنة من لَهُ ذكر السُّلْطَان الْملك الصَّالح الْمَنْصُور حاجي بن الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن الْأَمِير حُسَيْن

<<  <  ج: ص:  >  >>