للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأبقار والجواميس تحلب أَلْبَانهَا. وَتقدم الْحَرِيم فِي سبع محفات قد غشيث بالحرير وَبَعضهَا مطرز بِالذَّهَب وَمن وَرَائِهَا نَحْو الثَّلَاثِينَ حملا من المحاير المغشاة بالحرير والجوخ فبلغت عدَّة الْجمال إِلَى ثَلَاثَة وَعشْرين ألف جمل فَكَانَ شَيْئا مستكثراً إِلَى الْغَايَة. وَنزل السُّلْطَان فِي مخيمه تجاه مَسْجِد تبر خَارج الْقَاهِرَة وَخرج الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه وقضاة الْقُضَاة الْأَرْبَع وأرباب الدولة وَكلهمْ قد بَالغ فِي تَحْسِين جماله وخيوله وخيمه وآلات سَفَره وَزَاد فِيهَا على عَادَته فنزلوا مَنَازِلهمْ. وَتردد السُّلْطَان من الريدانية إِلَى تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا على قبر أَبِيه خَارج بَاب النَّصْر وَبَات بهَا لَيَال وَنحر بهَا ضحاياه على عَادَته وَجعل الْأَمِير يلبغا الناصري نَائِب الْغَيْبَة. وَأنزل بِبَاب السلسلة الْأَمِير ألطنبغا العثماني. وَأنزل بقلعة الْجَبَل الْأَمِير أسنبغا الزردكاش شاد الشَّرَاب خاناه وَزوج أُخْته خوند بيرم. وَولي نَائِب القلعة شاهين الرُّومِي عوضا عَن الْأَمِير كمشبغا الجمالي. وَبعث الجمالي صُحْبَة الْحَرِيم وَقَدَّمَهُمْ بَين يَدَيْهِ بمرحلة. وَفِي حادي عشره: خلع عَليّ زين مُحَمَّد بن الدَّمِيرِيّ وأعيد إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة وعزل بن الْهوى. ورحل السُّلْطَان من التربة قبل غرُوب الشَّمْس من يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشرَة بطالع اخْتَارَهُ لَهُ الشَّيْخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن زقاعة. وَبَات بمخيمه من الريدانية تجاه مَسْجِد تبر واستقل بِالْمَسِيرِ سحر يَوْم السبت. وَفِي ثَانِي عشره: فر من دمشق الْأَمِير سودن اليوسفي. وَفِيه انتكس الْأَمِير تغري بردى نَائِب الشَّام وَلم يزل بِمَا بِهِ حَتَّى مَاتَ. وَفِيه قدم الْأَمِير شيخ من حلب إِلَى حمص. ثمَّ جَاءَهُ الْأَمِير نوروز فَكثر الإرجاف بِدِمَشْق وفر إِلَيْهِ جمَاعَة مِنْهَا. وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ حذر من مَعَه من الرحيل قبل النفير فَبَلغهُ وَهُوَ بالريدانية - إِن طَائِفَة رحلت فَركب بِنَفسِهِ وَقبض على وَاحِد ووسطه. ونصبت مشنقة يرهب بهَا فَمَا وصل إِلَى غَزَّة حَتَّى قتل عدَّة من الغلمان من أجل الرحيل قبل النفير. فتشاءم النَّاس بِهَذِهِ السفرة. ثمَّ لما نزل بغزة وسط تِسْعَة عشرَة من المماليك الظَّاهِرِيَّة وَهُوَ لَا يعقل من شدَّة السكر فَقدم عَلَيْهِ - عقب ذَلِك - الْخَبَر بِأَن

<<  <  ج: ص:  >  >>