للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنعم عَلَيْهِ إنعاماً بَالغا. وَكثر إنعام الْأَمِير نوروز فِي هَذِه الْمدَّة على الْأُمَرَاء والمماليك بِحَيْثُ انه أنعم على يشبك بن أزدمر بِخَمْسَة آلَاف دِينَار وعَلى تعري بردى ابْن أخي دمرداش مرّة بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَمرَّة بِخَمْسَة آلَاف دِينَار وَبَلغت نَفَقَته فِي يَوْم وَاحِد إِلَى أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَعمر قلعة دمشق أحسن عمَارَة وَأخذ من الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل الأستادار فِي مصادرته مَا يزِيد على مِائَتي ألف دِينَار. وَفِي هَذَا الشَّهْر: سَار الْأَمِير أينال الرجبي من غَزَّة إِلَى جِهَة الْقُدس فهجم عَلَيْهِ كاشف الرملة وقاتله فَكَسرهُ. ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَبَعثه إِلَى دمشق فَقدم صُحْبَة أينال الدوادار وَقد توجه إِلَيْهِ ليحضره فِي سادس عشره وَهُوَ مُقَيّد فَلَمَّا مثل بَين يَدي الْأَمِير نوروز بَصق فِي وَجهه وَأَفْرج عَنهُ وخلع عَلَيْهِ من غير أَن يؤاخذه فَإِنَّهُ زوج أُخْته وَكَانَ بَين فراره من قلعة دمشق وَعوده أَرْبَعَة وَسِتِّينَ يَوْمًا. وَفِيه أَخذ عَسْكَر الْأَمِير نورز غَزَّة وَلحق الْأَمِير جَانِبك الصُّوفِي وَمن مَعَه بصفده وَفِي تَاسِع عشره: سَار الْأَمِير سودن بن كستا من دمشق على عَسْكَر يُرِيد غَزَّة فَنزل على قبَّة يلبغا واستقل بِالْمَسِيرِ فِي حادي عشرينه. وَفِيه مَاتَ الْأَمِير طوغان نَائِب قلعة الرّوم فَأَخذهَا الْأَمِير دمرداش. وَفِيه قطع الدُّعَاء للخليفة بالحرمين ودعي للسُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد وَاسْتمرّ يدعى لَهُ بالصلاح قبل أَن يدعى للسُّلْطَان نَحْو سنة ثمَّ قطع من أجل أَن الدُّعَاء للخليفة بِمَكَّة لم يكن يعْهَد من بعد قتل المستعصم فَكَانَ مُدَّة الدُّعَاء للخليفة بِتِلْكَ الْأَمَاكِن نَحْو خَمْسَة أشهر. وَفِيه قدم ابْن التباني من دمشق. شهر ذِي الْحجَّة الْحَرَام أَوله الْجُمُعَة: فِي ثالثه: خلع على الْأَمِير قرقماس ابْن أخي دمرداش بقلعة الْجَبَل وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان فِي نِيَابَة الشَّام عوضا عَن الْأَمِير نوروز وخلع أَيْضا على الشَّيْخ شرف الدّين يَعْقُوب بن التباني وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة خانكاة شيخو وعزل نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن العديم وَكَانَ قد توجه لِلْحَجِّ. وَفِي خامسه: تنكر أهل حلب على الْأَمِير يشبك بن أزدمر فَركب عَلَيْهِم وَقَاتلهمْ فغلبوه وهزموه ففر مِنْهُم وَكَانَ الْأَمِير طوخ قد توجه من طرابلس إِلَى حماة وَأقَام بهَا فَسَار أهل طرابلس على مباشريه وَقتلُوا أستاداره وَولده وأخرجوا الْحَاجِب بَعْدَمَا جرح جراحات بَالِغَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>