وَفِي سادسه: عُوقِبَ كَاتب السِّرّ فتح الله بِالضَّرْبِ على ظَهره عُقُوبَة شَدِيدَة بَالِغَة وعصر حَتَّى أشفى على الْمَوْت وأهين مَعَ هَذَا إهانة من يطْلب مِنْهُ ثأر. وَفِي ثامنه: حمل من القلعة إِلَى بَيت تَقِيّ الدّين عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر نَاظر الْخَاص فسجنه فِي دَاره ووكل بِهِ وَأخذ فِي حمل المَال الْمُقَرّر عَلَيْهِ. وَفِي تاسعه: قدم أقبغا الأسندمري إِلَى حلب من جِهَة السُّلْطَان وعَلى يَده تَقْلِيد الْأَمِير دمرداش المحمدي نِيَابَة حلب وتشريفه وَكَانَ دمرداش قد وصل إِلَيْهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة سابعه فَخرج من مَدِينَة حلب وَلبس تشريف السُّلْطَان وَسَار بِهِ فِي مركب خَلِيل إِلَى بَاب القلعة فَنزل وَصلى هُنَاكَ رَكْعَتَيْنِ وقبك الأَرْض خدمَة للسُّلْطَان على الْعَادة ودعي باسم السُّلْطَان بحلب ومعاملتها وَضربت السِّكَّة باسمه وَحلف الْأُمَرَاء وأرباب الدولة على الطَّاعَة للسُّلْطَان. وَفِي ثامن عشرينه: عزل صدر الدّين أَحْمد بن العجمي عَن الْحِسْبَة بِابْن شعْبَان وَقد وعد ابْن شعْبَان بِخَمْسِمِائَة دِينَار يقوم بهَا وَالْتزم أَن يحمل فِي كل شهر مائَة دِينَار. وعوق ابْن العجمي فِي بَيت الْأَمِير جَانِبك الدوادار وألزم بِمَال يحملهُ. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اشْتَدَّ الغلاء بِمَكَّة أَيَّام الْمَوْسِم فأبيع الشّعير كل ويبة بدينارين وكل ويبة فصا - وَهُوَ نوي التَّمْر - بِدِينَار وَنصف وكل رَطْل بشماط بِعشْرَة دَرَاهِم فضَّة. وَلم يحجّ أحد من الْعرَاق وَلَا من الْيمن. وَعز الفلفل بِمَكَّة لطلب التُّجَّار لَهُ فَإِنَّهُ قل بديار مصر حَتَّى بلغ الْحمل إِلَى مِائَتَيْنِ وَعشْرين مِثْقَالا من الذَّهَب بَعْدَمَا كَانَ بستين مِثْقَالا فاشتري مِنْهُ بِمَكَّة للسُّلْطَان من حِسَاب خَمْسَة وَعشْرين مِثْقَالا الْحمل بمبلغ خَمْسَة آلَاف دِينَار. وحملإلى الْقَاهِرَة فَبلغ الْحمل بِمَكَّة خَمْسَة وَثَلَاثِينَ دِينَارا هرجة بَعْدَمَا كَانَ بِعشْرَة مَثَاقِيل. وَفِي هَذِه السّنة: توغل الْأَمِير مُوسَى بن عُثْمَان فِي بِلَاد النَّصَارَى يأسر وينهب وَيحرق ثمَّ عَاد فَوجدَ صَاحب الطبول قد عدى بأَخيه مُحَمَّد بن عُثْمَان إِلَيْهِ وَقد خامر الْأُمَرَاء مَعَه فجرت بَينهم حروب عَظِيمَة. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر سوى من تقدم ذكره جمال الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن طميان الْمَعْرُوف بالطيماني الشَّافِعِي قتل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute