الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ أَن يلْزم دَاره وَمنع من الحكم بَين النَّاس. وَفِي ثامنه: ركب السُّلْطَان من القلعة وَسَار إِلَى نَحْو منية مطر الَّتِي تعرف الْيَوْم بالمطرية وَعَاد فَدخل الْقَاهِرَة من بَاب النَّصْر وَنزل بمدرسة جمال الدّين الأستادار من رحبة بَاب الْعِيد ثمَّ عبر إِلَى بَيت الْأَمِير بدر الدّين حسن بن محب الدّين الأستادار فَأكل عِنْده وَمضى إِلَى القلعة. وَفِي ثَانِي عشره: خلع على قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين عَليّ بن مَحْمُود بن أبي بكر ابْن مغلي الْحَنْبَلِيّ الْحَمَوِيّ وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَابِلَة بديار مصر عوضا عَن مجد الدّين سَالم وَكَانَ قد قدم من حماة إِلَى الْقَاهِرَة من نَحْو شَهْرَيْن وخلع أَيْضا عَليّ تَقِيّ الدّين أبي بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ وَاسْتقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر. وَفِي هَذَا الشَّهْر: وَقع الشُّرُوع فِي حفر الرمال الَّتِي حدثت مَا بَين الْجَامِع الْجَدِيد الناصري خَارج مَدِينَة مصر وَبَين جَامع الخطيري فِي بولاق وَسبب ذَلِك أَن النّيل - فِي وقتنا هَذَا - سَار مجْرَاه فِيمَا يَلِي بر مصر والقاهرة على غير مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي الدَّهْر الأول وهيئته الْآن أَنه إِذا صَار فِي الْجِهَة الْقبلية من مصر - قَرِيبا من طرا - فَإِنَّهُ يمر من الْجِهَة الغربية من أجل أَنه حدث فِيمَا بَين طرا وطرف الرَّوْضَة تجاه المقياس جَزِيرَة رمل فِي غَايَة الْكبر ينحسر عَنْهَا المَاء فِي أَيَّام نَقصه فَيصير مَا تجاه بركَة الْحَبَش إِلَى رِبَاط الْآثَار النَّبَوِيَّة وحسر الأفرم إِلَى الْمدرسَة المعزية الَّتِي تجاه المقياس رملاً لَا يعلوه المَاء إِلَّا فِي أَيَّام الزِّيَادَة وَصَارَ عظم النّيل من وَرَاء جَزِيرَة الصَّابُونِي فيمر بَينهَا وَبَين الجيزة إِلَى أَن يصل قَرِيبا من المقياس فَيصير فرْقَتَيْن: وَاحِدَة تمر فِيهَا بَين الرَّوْضَة والجيزة وَهِي مُعظم النّيل وَأُخْرَى تمر فِيهَا بَين الرَّوْضَة ومصر إِلَى أَن تصل قَرِيبا من موردة الحلفاء تقف فِي أَيَّام نقص المَاء هُنَاكَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute