للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البُلْقِينِيّ أَن فِي هَذَا إِتْلَاف كثير من الْأَمْوَال، فَلم يعجب السُّلْطَان ذَلِك، ورد النّظر فِي النفود إِلَيْهِ. فَلَمَّا كَانَ الْغَد يَوْم السبت رَابِع عشرينه: حضر الصيارفة وَكثير من التُّجَّار إِلَى مجْلِس قَاضِي الْقُضَاة من الْمدرسَة الصالحية بَين القصرين فآل الْأَمر إِلَى أَن تقرر سعر المثقال الذَّهَب الْمَخْتُوم الهرجة المؤيدي وَنَحْوه من الذَّهَب الْمصْرِيّ الهرجة بمائتين وَخمسين درهما فُلُوسًا وسعر الدِّينَار الأفرنتي الْجيد بمائتين وَثَلَاثِينَ درهما فُلُوسًا وسعر الدِّينَار الناصري الْجيد من نِسْبَة المثقال وَأَن يتعامل بالناصرية وزنا وَمَا كَانَ مِنْهَا نَاقص الْوَزْن أَو رَدِيء الذَّهَب يقطع وَيُؤْخَذ فِيهِ بِحَسب قِيمَته وَأَن يكون الدِّرْهَم المؤيدي - وزنته نصف وَربع وَثمن دِرْهَم فضَّة خَالِصَة - بِثمَانِيَة عشر درهما من الْفُلُوس وعملت أَنْصَاف وأرباع واستكثروا من ضرب الأنصاف فَتكون بِتِسْعَة دَرَاهِم النّصْف وتقرر أَن يكون الْفضة - المصوغة وَالْحجر - لَا تبَاع كلهَا إِلَّا للسُّلْطَان ليضربها دَرَاهِم مؤيدية وسعر كل دِرْهَم مِنْهَا بِخَمْسَة عشر درهما فُلُوسًا وتقررت الدَّرَاهِم البندقية والنوروزية بِالْوَزْنِ لَا بِالْعدَدِ فَمَا كَانَ مِنْهَا جيدا حسب فِيهِ خَمْسَة عشر درهما كل دِرْهَم وَمَا كَانَ مِنْهَا رديا قطع وَبيع بسعره. فَم لما كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشرينه: حملت الدَّرَاهِم المؤيدية وَالذَّهَب المؤيدي من دَار الضَّرْب بِالْقَاهِرَةِ إِلَى القلعة وزفت بالمغاني ثمَّ نُودي أَن تكون الْمُعَامَلَة على مَا تقرر كَمَا تقدم ذكره فشملت الخسارة خلقا كثيرا وَاعْتبر الباعة الدَّنَانِير الناصرية وقصوا مِنْهَا كثيرا من الْجيد فِيهَا وَحَمَلُوهُ إِلَى دَار الضَّرْب فسبك وَدفع لصَاحبه فِيهِ مائَة وَثَمَانِينَ درهما وقصوا أَيْضا كثيرا من الناصرية النَّاقِصَة والردية وَحملُوهَا إِلَى دَار الضَّرْب وَحَسبُوا فِيهَا من نِسْبَة مائَة وَثَمَانِينَ فِي الْجيد وَأخذت الدَّرَاهِم النوروزية والبندقية أَيْضا وحملت إِلَى دَار الضَّرْب وَأعْطى فِي وزن كل دِرْهَم مِنْهَا خَمْسَة عشر درهما وَحجر على صنف الْفضة وابتيع كُله للسُّلْطَان. فَلَمَّا كَانَ بِعَدَد ثَلَاثَة أَيَّام - فِي سلخ الشَّهْر -: نُودي أَلا يقص من الناصرية مَا كَانَ جيدا وازناً وَأَن يسْتَمر بِمِائَة وَثَمَانِينَ كل دِينَار مِنْهُ فَكف النَّاس عَن قصه وتعاملوا بِهِ مَا رسم لَهُم. وَفِي هَذَا الشَّهْر: قبض بحلب على الْأَمِير شاهين الأيدكاري وسجن بالقلعة. وَفِيه مَاتَ الْأَمِير سنقر الرُّومِي بسجن الْإسْكَنْدَريَّة فِي سَابِع عشره. فِيهِ اسْتَقر الْأَمِير طوغان أَمِير أخور فِي نِيَابَة صفد وَاسْتقر حسن بن بِشَارَة فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>