وَفِيه كثر الموتان فِي النَّاس بِالْقَاهِرَةِ ومصر وزادت عدَّة من يرد اسْمه الدِّيوَان على ثَمَانِينَ فِي كل يَوْم. وَفِيه حدث رعد وبرق قل مَا عهد مثله بِمصْر وعقبه مطر كثير جدا سَالَتْ مِنْهُ الأودية وَتغَير مَاء النّيل لِكَثْرَة مَا انحدر إِلَيْهِ من السَّيْل وَكَانَ ذَلِك فِي تَاسِع بشنس. وَفِي سَابِع عشرينه: أنكر السُّلْطَان على الْقُضَاة الْأَرْبَع كَثْرَة نوابهم فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَكَانُوا قد تجاوزوا مِائَتي قَاض فعزلوا نوابهم ثمَّ أذن قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن العديم فِي الحكم لسِتَّة من نوابه. شهر ربيع الأول أَوله الْجُمُعَة. فِيهِ أذن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين أَبُو الْفضل عبد الرَّحْمَن بن البُلْقِينِيّ لأربعة عشر من نوابه فِي الحكم وَشرط عَلَيْهِم شُرُوطًا مِنْهَا أَن من أَخذ مَالا رشوة فَهُوَ مَعْزُول. وَفِي ثالثه: نُودي بِأَن الدَّرَاهِم البندقية يصرف مَا كَانَ وَزنه نصف وَثمن بِاثْنَيْ عشر درهما وَمَا كَانَ أقل من ذَلِك فَإِنَّهُ من حِسَاب خَمْسَة عشر كل وزن دِرْهَم. وَفِي رابعه: رسم بنقلة السكان من قيسارية سنقر الْأَشْقَر الْمُقَابلَة لقيسارية فَاضل فَإِن السُّلْطَان عزم على هدمها لتبنى جَامعا. وَفِي خامسه: نزل الْأَمِير التَّاج وَالِي الْقَاهِرَة وَجَمَاعَة من أَرْبَاب الدولة وابتدأ بالهدم فِي القيسارية الْمَذْكُورَة وَمَا بجوارها فَكثر بكاء النِّسَاء والأطفال من السكان ونقلوا أمتعتهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute