للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي عدَّة من المماليك فلقي السُّلْطَان وَعَاد مَعَه فَنزل السُّلْطَان على السماسم شمَالي خانكاه سرياقوس فِي يَوْم الْخَمِيس نصف ذِي الْحجَّة. وَركب السُّلْطَان فِي لَيْلَة الْجُمُعَة إِلَى الخانكاه وَعمل مجتمعاً حَضَره عشر جوق من قراء الْقُرْآن وعدة من المنشدين ومدت لَهُم أسمطة جليلة ثمَّ أقيم السماع بعد فرَاغ الْقُرَّاء والمنشدين طول اللَّيْل فَكَانَت لَيْلَة غراء مدت فِيهَا أَنْوَاع الْأَطْعِمَة وأنواع الحلاوات وطيف على الْحَاضِرين بالمشروب من السكر الْمُذَاب وأنعم السُّلْطَان على الْقُرَّاء والمنشدين وصوفية الخانكاه بِمِائَة ألف دِرْهَم. وَركب السُّلْطَان بكرَة يَوْم السبت سادس عشره من الخانكاه وَنزل بِطرف الريدانية فتغدى هُنَاكَ وَعبر من يَوْمه إِلَى الْقَاهِرَة وَصعد قلعة الْجَبَل فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَنُودِيَ من الْغَد بالأمان وَأَن الأسعار بيد الله سُبْحَانَهُ تَعَالَى فَلَا يتزاحم أحد على الأفران وتصدى السُّلْطَان للنَّظَر فِي الأسعار بِنَفسِهِ وَعمل معدل الْقَمْح وَقد تزايدت الأسعار وَبلغ الأردب الْقَمْح - إِن وجد - إِلَى مَا يزِيد على سِتّمائَة دِرْهَم والأردب الشّعير إِلَى أَرْبَعمِائَة دِرْهَم. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشرينه: خلع على الْأَمِير جقمق الدوادار الثَّانِي وَاسْتقر دوادار كَبِيرا عوضا عَن الْأَمِير أقباي الْمُتَوَلِي نِيَابَة حلب وخلع على الْأَمِير يشبك وَاسْتقر دواداراً ثَانِيًا عوضا عَن الْأَمِير جقمق. وَفِيه نُودي بِمَنْع النَّاس من الْمُعَامَلَة بِالدَّنَانِيرِ الناصرية وتهدد من تعامل بهَا أَن تسبك فِي يَده هَذَا وَقد بلغ سعر المثقال الذَّهَب إِلَى مِائَتَيْنِ وَثَمَانِينَ درهما وَالدِّينَار الأفرنتي إِلَى مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ درهما وَالدِّينَار الناصري إِلَى مِائَتَيْنِ وَعشرَة دَرَاهِم فرسم أَن يكون سعر المثقال بمائتين وَخمسين والأفرنتي بمائتين وَثَلَاثِينَ وَأَن يقص الناصري وَيدْفَع فِيهِ من حِسَاب مائَة وَثَمَانِينَ وَلَا يتعامل بِهِ. وَفِي يَوْم السبت سلخه: خلع على الْأَمِير سيف الدّين إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بأبخروص - وَيُقَال خرز - نقيب الْجَيْش وَاسْتقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن تَاج الدّين تَاج بن سَيْفا القازاني الْمَعْرُوف بالتاج الشويكي الدِّمَشْقِي وخلع على الْأَمِير التَّاج وَاسْتقر أستادار الصُّحْبَة. وَفِيه انتصب السُّلْطَان فِي مَجْلِسه بالإصطبل للْحكم بَين النَّاس على عَادَته وَضرب جمَاعَة من الْكتاب والفلاحين وَغَيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>