وَدخل إِلَيْهَا بعد مَا فَارقهَا المذكورون فِي مستهل ذِي الْحجَّة مِنْهَا بهَا. فأهلت هَذِه السّنة وَالْأَمر على هَذَا. شهر الله الْمحرم الْحَرَام أَوله الْأَحَد: فِي ثَانِيه: ركب السُّلْطَان من قلعة الْجَبَل وَعبر النّيل فِي الحراقة إِلَى الْبر الغربي للصَّيْد وَأقَام هُنَاكَ فتلاحقت بِهِ أهل الدولة. وَقدم كتاب الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج من الْوَجْه البحري أَن الْقَمْح بلغ عِنْده إِلَى تِسْعمائَة دِرْهَم الأردب. وَفِيه نزل الطواشي زين الدّين فَارس بمبلغ كَبِير من الْفضة المؤيدية وَطَاف فِي الْجَوَامِع والمدارس والخانكاهات وَفرق فِي أَرْبَاب وظائفها الْفُقَهَاء والقراء وَالْأَئِمَّة والمؤذنين والخطباء والقومة والمترددين مبلغا كَبِيرا فَحصل فِي الْأَكْثَر لكل وَاحِد أَرْبَعَة عشر مؤيدياً وَفِيهِمْ من تكَرر اسْمه فِي خَمْسَة مَوَاضِع وَأكْثر فَأخذ فِي كل مَكَان نَصِيبا فتوسع النَّاس بذلك وَحسن موقعه وَفرق أَيْضا مبلغا فِي السُّؤَال فَأَقل مَا كَانَ نصيب الْوَاحِد من الْمَسَاكِين خَمْسَة مؤيدية عَنْهَا مبلغ خَمْسَة وَأَرْبَعين فلوس فَعم النَّفْع وكل الْبر عدَّة طوائف وَكَانَ جملَة مَا فرق أَرْبَعَة آلَاف دِينَار. وَفِيه بِيعَتْ ويبة قَمح بِمِائَة وَثَلَاثِينَ درهما من الْفُلُوس من حِسَاب كل أردب بِثَلَاثَة مَثَاقِيل ذَهَبا وبيعت ويبة شعير بِثَمَانِينَ درهما فُلُوسًا من حِسَاب الأردب بدينارين. وَفِي خامسه: خلع السُّلْطَان - وَهُوَ بِنَاحِيَة أوسيم من الجيزية - على بدر الدّين مَحْمُود بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن حُسَيْن بن يُوسُف بن مَحْمُود العينتابي الْحَنَفِيّ وَاسْتقر بِهِ فِي حسبَة الْقَاهِرَة وَكَانَت شاغرة مُنْذُ قدم السُّلْطَان وَإِنَّمَا كَانَ قد تقدم للطواشي مرجان الْهِنْدِيّ الخازندار أَن يتحدث فِيهَا من غير أَن يخلع عَلَيْهِ وَلَا كتب لَهُ توقيع متحدث أَيَّامًا ثمَّ بَعثه السُّلْطَان إِلَى الْوَجْه القبلي بِمَال ليَشْتَرِي الْقَمْح ويسيره إِلَى الْقَاهِرَة توسعة على النَّاس وَتقدم بعد سفر مرجان إِلَى الْأَمِير أينال الأزعري أَن يتحدث فِيهَا فنظم العينتابي فِي الْحِسْبَة وَالْخبْز لَا يكَاد يُوجد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute