للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سادسه: وَردت عدَّة مراكب من الْوَجْه القبلي تحمل نَحْو الألفي أردب قمحاً فتباشر النَّاس بهَا. وَفِي يَوْم السبت سابعه: ركب الْمُحْتَسب والأمير أينال الأزعري إِلَى سَاحل بولاق لتفرقة الْقَمْح وتوزيعه على الطحانين فَاجْتمع عَالم لَا يحصيهم إِلَّا الله لشراء الْقَمْح فَركب الْأَمِير أينال الأزعري فِي أجناده طرد النَّاس عَن الْقَمْح خوفًا من النهب فَلم ينتهبوا وتكاثروا عَلَيْهِ فَغَضب مِنْهُم وَحمل عَلَيْهِم بِمن مَعَه يَضْرِبهُمْ فشنع الْحَال وغرقت امْرَأَة فَلم يُوقف لَهَا على خبر وصلب الْأَمِير أينال الأزعري أَرْبَعَة رجال طول نهارهم وَضرب رجلَيْنِ على ظهورهما عرياً ضربا وجال فِي الْقَوْم جَوْلَة هُوَ ومماليكه ذهب فِيهَا من العمائم وَنَحْوهَا مَا شَاءَ الله وعطب عدَّة أنَاس وَضرب بدبوسه رجلا كسر لوح كتفه وسالت دِمَاء جمَاعَة مُتعَدِّدَة فَكَانَ من الْأَيَّام الشنيعة بَات النَّاس بِالْقَاهِرَةِ ومصر لَيْلَة الْأَحَد وَالْخبْز عِنْدهم أعز مَا يذكر وأشهى شَيْء بِهِ ينظر وأفخر مَا يتحف بِهِ من الطّرف وَأجل مَا يتهادى بِهِ من التحف فَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس: نقلت الشَّمْس إِلَى برج الْحمل وَدخل فصل الرّبيع وَقد فَشَا فِي النَّاس الْمَوْت بالطاعون. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشره: عبر السُّلْطَان النّيل بِمن مَعَه وَصعد قلعة الْجَبَل بِخَير. وَفِي ثامن عشره: وَردت عدَّة مراكب فِيهَا غلال بعث بهَا الْأَمِير فَخر الدّين بن أبي الْفرج مِمَّا اشْتَرَاهُ الأردب بمبلغ ثَمَانمِائَة دِرْهَم بكيل الرِّيف وَهُوَ أردب وَنصف بكيل الْقَاهِرَة فرسم السُّلْطَان أَن يُبَاع كل أردب مِنْهُ على الطحانين بستمائة دِرْهَم فاشتروه مِنْهُ على هَذَا السّعر وَقبض مِنْهُم فِي ثمنه الذَّهَب خَاصَّة دون غَيره من النُّقُود وَلم يعد لَهُم فِي الدِّينَار الأفرنتي إِلَّا بمائتين وَثَلَاثِينَ درهما وَلَا فِي الناصري إِلَّا بِمِائَة وَسِتِّينَ فتضرروا بذلك من أجل أَن الذَّهَب يخرج بِالْأَكْثَرِ فالأفرنتي بمائتين وَخمسين والناصري بمائتين وَقد كَانُوا فِي سادسه اشْتَروا الْقَمْح الَّذِي ورد بأربعمائة وَعشْرين الأردب فشملتهم الخسارة من الْوَجْهَيْنِ وَاقْتضى هَذَا أَن عز وجود الْخبز وأبيع الرَّغِيف الَّذِي زنته نصف رَطْل بِدِرْهَمَيْنِ بعد مَا كَانَ بدرهم. وَفِي تَاسِع عشره: جلس السُّلْطَان بدار الْعدْل من القلعة وأحضر زين الدّين مُفْلِح رَسُول الْملك النَّاصِر أَحْمد بن الشّرف إِسْمَاعِيل متملك الْيمن وَمَعَهُ هَدِيَّة جليلة من شاشات وأزر وتفاصيل من حَرِير وصيني وعود ولبان وصندل وَغير ذَلِك على

<<  <  ج: ص:  >  >>