وَفِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشرينه: نقل الْأَمِير بدر الدّين حسن بن محب الدّين من بَيت الْأَمِير جقمق الدوادار إِلَى بَيت الْأَمِير فَخر الدّين الأستادار وَقد أهينت حَاشِيَته وَأَتْبَاعه وعوقبوا عقوبات كَثِيرَة مُتعَدِّدَة وَقبض على امْرَأَته وعوقبت حَتَّى أظهرت مَالا كثيرا فاصبحوا مرحومين بَعْدَمَا كَانُوا محسودين نكالاً من الله بِمَا قدمت أَيْديهم فَإِنَّهُم كَانُوا قوم سوء فاسقين لم يعفوا عَن وَفِي هَذَا الشَّهْر: قدم الفرنج فِي أَرْبَعَة أغربة إِلَى مَدَنِيَّة يافا وأسروا نَحْو الْخمسين امْرَأَة وطفلاً وحاربهم الْمُسلمُونَ وَقتلُوا مِنْهُم وَاحِدًا ثمَّ افتكوا الأسرى بِخَمْسَة عشر دِينَارا كل أَسِير. وَنزل فِي ثَانِي عشرينه على الْإسْكَنْدَريَّة فرنج فِي مركب بضَاعَة فثار بَينهم وَبَين بعض العتالين شَرّ إِلَى أَن آل الْقِتَال وَأخذ الفرنج مركبا فِيهَا عدَّة من الْمُسلمين وَلم يكفوا عَن الْحَرْب حَتَّى بعث إِلَيْهِم النَّائِب غرماءهم من العتالين وهم ثَلَاثَة فَردُّوا مَا أَخَذُوهُ عِنْد ذَلِك ثمَّ قدمت مركب للمغاربة فَأَخذهَا الفرنج بِمَا فِيهَا وَلم ينج مِنْهُم سوى خَمْسَة عشر نَفرا سبحوا فِي المَاء إِلَى الْبر وَأسر بَقِيَّتهمْ. شهر جُمَادَى الأولى أَوله السبت: فِيهِ سَار الْأَمِير جقمق الدوادار فِي عدَّة من الْأُمَرَاء إِلَى الْوَجْه القبلي وَكتب بإحضار من هُنَاكَ من الْأُمَرَاء. وَفِي سادسه: ندب السُّلْطَان طَائِفَة من الْقُرَّاء إِلَى الِاجْتِمَاع على تِلَاوَة كتاب الله الْعَزِيز بالمقياس وأجرى عَلَيْهِم من الْأَطْعِمَة مَا يَلِيق بهم وَفرق فيهم مَالا فأقاموا على ذَلِك بالمقياس وَسَببه توقف النّيل عَن الزِّيَادَة مُدَّة أَيَّام ونقصه أَرْبَعَة عشر إصبعاً. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سابعه: ركب الْأَمِير سودن قرا صقل حَاجِب الْحجاب إِلَى شاطئ النّيل وأحرق مَا كَانَ هُنَاكَ من الأخصاص وطرد النَّاس ومنعهم من الِاجْتِمَاع فَإِنَّهُم كَانُوا قد أظهرُوا الْمُنْكَرَات من الْخُمُور وَنَحْوهَا من المسكرات واختلاط النِّسَاء بِالرِّجَالِ من غير استتار فعندما طرقهم الْحَاجِب اضْطَرَبُوا وَنهب بَعضهم بَعْضًا فَذَهَبت أَمْوَال عديدة. وَفِي ثَالِث عشره: قدم الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الديري من الْقُدس وَنزل بقاعة الْحَنَفِيَّة من الْمدرسَة الصالحية بَين القصرين. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشره: استدعي إِلَى قلعة الْجَبَل وخلع عَلَيْهِ بِحَضْرَة السُّلْطَان وَاسْتقر فِي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بديار مصر وَنزل وَمَعَهُ أَعْيَان الدولة إِلَى الْمدرسَة الصالحية فَحكم على الْعَادة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute