الْإسْكَنْدَريَّة فوحدوا الفرنج قد أقلعوا وَسَارُوا بالأسرى وَمَا أَخَذُوهُ من الْبر وَمن مركب المغاربة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشرينه فعادوا فِي آخر الشَّهْر إِلَى الْقَاهِرَة. وَفِيه كثر الطَّاعُون بِدِمَشْق. وَفِيه قتل حميد بن نعير غدراً. وَفِيه نزل على مَدِينَة الرحبة حُسَيْن بن نعير وحصرها عشْرين يَوْمًا كَانَت فِيهَا حروب عَظِيمَة حَتَّى أَخذهَا ونهبها ثمَّ أحرقها حَتَّى جعلهَا فَحْمَة سَوْدَاء. وَفِي سَابِع عشرينه: اعتقل الْأَمِير كزل العجمي الَّذِي كَانَ حَاجِب الْحجاب بديار مصر وَنفي إِلَى قلعة صفد. شهر رَجَب أَوله الثُّلَاثَاء: فِي سَابِع عشره: دَار الْمحمل على الْعَادة بَعْدَمَا جبي الْأَمِير سيف الدّين خرز وَالِي الْقَاهِرَة مَا حدث من أَخذ الْخمر للمماليك الرماحة من أهل الذِّمَّة فجبي من الْيَهُود خَمْسَة وَسِتِّينَ مروقة خمر ثمنهَا عِنْدهم مائَة وَعِشْرُونَ درهما كل مروقة وغرموا مَعَ ذَلِك جملَة لأعوانه بلغت خَمْسَة آلَاف دِرْهَم. وَطلب من النَّصَارَى مثل ذَلِك فتعززوا عَلَيْهِ لقُوَّة جاههم فحقد عَلَيْهِم ذَلِك وكبس سريقة صَفِيَّة خَارج الْقَاهِرَة وكبس الكوم خَارج مصر وأراق لِلنَّصَارَى - باعة الْخمر - عدَّة آلَاف من جرارها وَكتب على أكابرهم إشهادات بِكَثِير من جرار الْخمر يقومُونَ لَهُ بهَا فَمنهمْ من ألزمهُ بثلاثمائة جرة وَتلف لَهُم مَعَ هَذَا مَال كَبِير مِمَّا غرموه للأعوان وَمِمَّا نهب فَكَانَ هَذَا من شنيع الْمُنْكَرَات. وَفِي ثامن عشره: نُودي أَن يكون النّصْف المؤيدي بِثمَانِيَة دَرَاهِم فُلُوسًا وكل رَطْل من الْفُلُوس بِخَمْسَة دَرَاهِم وَنصف وكل دِينَار أفرنتي بمائتين وَثَلَاثِينَ فُلُوسًا وكل دِينَار هرجة بمائتين وَخمسين وَفِي ثَانِي عشرينه: خلع على الْأَمِير منكلي بغا العجمي وأعيد إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة. وعزل ابْن شعْبَان مزموماً لقبح سيرته وَنُودِيَ بتهديد من خَالف مَا رسم بِهِ فِي الْفُلُوس وَالْفِضَّة المؤيدية أَو تكلم فِيمَا لَا يُعينهُ. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء سلخه: خلع على الْأَمِير بدر الدّين حسن بن محب الدّين وَاسْتقر كاشف الْوَجْه القبلي بَعْدَمَا ضرب بِحَضْرَة السُّلْطَان.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute