وَفِي عشرينه: خرج محمل الْحَاج إِلَى بركَة الْحجَّاج وَحج من الْأَعْيَان قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين عبد الله بن مقداد الأقفهسي الْمَالِكِي والأمير صَلَاح الدّين مُحَمَّد الْحَاجِب بن الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله نَاظر الْخَاص وخوند خَدِيجَة زَوْجَة السُّلْطَان. وَفِي سَابِع عشرينه: قلع بَاب مدرسة السُّلْطَان حسن وَنقل إِلَى الْجَامِع المؤيدي بجوار بَاب زويلة وَنقل مَعَه التَّنور الَّذِي كَانَ مُعَلّقا هُنَاكَ وَقد اشتراهما السُّلْطَان بِخَمْسِمِائَة دِينَار. وَفِي هَذَا الشَّهْر: توجه مُحَمَّد كرشجي بن أبي يزِيد بن عُثْمَان صَاحب برصا لقِتَال اسفنديار بن أبي متملك قسطمونية وحصره فِي جَزِيرَة سينوب إِلَى أَن وَقع بَينهمَا الِاتِّفَاق على أَن يخْطب لَهُ وَيضْرب السِّكَّة باسمه فأفرج عَنهُ وَعَاد اسفنديار إِلَى قسطمونية وخطب باسم مُحَمَّد كرشجي فَلم يُوَافقهُ وزيره خواند سلار على إِقَامَة الخطة بالجامع الَّذِي أنشأه لمُحَمد وَصَارَ يخْطب فِيهِ باسم ملكة اسفنديار وخطب اسفنديار فِي بَقِيَّة جَوَامِع قسطمونية باسم مُحَمَّد كرشجي وَهَذَا من غَرِيب مَا وَقع أَن يخْطب فِي مَدِينَة وَاحِد باسم ملكَيْنِ فِي وَقت وَاحِد. وَفِيه عز وجود لحم الضَّأْن وَلحم الْبَقر بِالْقَاهِرَةِ. وَفِيه كَانَت فتْنَة بِمَكَّة وَذَلِكَ أَن الشريف حسن بن عجلَان لما عزل بالشريف رميثة فِي صفر من السّنة الخالية وَدخل رميثة إِلَى مَكَّة فِي أول ذِي الْحجَّة مِنْهَا - كَمَا تقدم - لم يتَعَرَّض إِلَيْهِ الشريف حسن حَتَّى بعث ابْنه بَرَكَات وقائده شكر إِلَى السُّلْطَان فَقدما - كَمَا تقدم - فَكتب السُّلْطَان بِإِعَادَة الشريف حسن إِلَى الإمرة فِي ثامن عشر شهر رَمَضَان وجهز إِلَيْهِ تشريفه وتقليده فَقدما عَلَيْهِ وَهُوَ بجدة فِي ثَانِي شَوَّال فَبعث إِلَى القواد العمرية - وَكَانُوا باينوه من شعْبَان وَلَحِقُوا برميثة فِي مَكَّة - يرغبهم فِي طَاعَته فَأَبَوا عَلَيْهِ وجمعوا لحربه فَسَار إِلَى مَكَّة وعسكر بالزاهر - ظَاهر مَكَّة - فِي يَوْم السبت ثَانِي عشْرين شَوَّال هَذَا وَمَعَهُ الْأَشْرَاف آل أبي نمي وَآل عبد الْكَرِيم والأدارسة وَمَعَهُ الْأَمِير الشريف مقبل بن مُخْتَار الحسني أَمِير يَنْبع بعسكره وَمَعَهُ مائَة وَعِشْرُونَ من الأتراك فَبعث إِلَى العمرية يَدعُوهُم إِلَى طَاعَته فندبوا إِلَيْهِ ثَلَاثَة مِنْهُم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute