للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا أَتَوْهُ خوفهم عَاقِبَة الْحَرْب وحذرهم ومضوا إِلَى مَكَّة فَلم يعودوا إِلَيْهِ لتماديهم وقومهم على مُخَالفَته فَركب يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشرينه من الزَّاهِر وخيم بِقرب الْعسيلَة أعلا الأبطح وَأصْبح يَوْم الثُّلَاثَاء زاحفاً فِي ثَلَاثمِائَة فَارس وَألف راجل فَخرج إِلَيْهِ رميثة فِي قدر الثُّلُث من هَؤُلَاءِ فَلَمَّا بلغ الشريف حسن إِلَى المعابد بعث يَدعُوهُم فَلم يُجِيبُوهُ فَسَار إِلَى المعلا ووقف على الْبَاب وَرمى من فَوْقه فانكشفوا عَنهُ وألقيت فِيهِ النَّار فَاحْتَرَقَ وانبت أَصْحَاب حسن ينقبون السُّور ويرمون من الْجَبَل بالنشاب والأحجار أَصْحَاب رميثة ثمَّ اقتحموا السُّور عَلَيْهِم وقاتلوهم حَتَّى كثرت الْجِرَاحَات فِي الْفَرِيقَيْنِ فَتقدم بعض بني حسن وأجار من الْقِتَال فانكف عِنْد ذَلِك حسن وَمنع أَصْحَابه من الْحَرْب فَخرج الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء والفقراء بالمصاحف والربعات إِلَى حسن وسألوه أَن يكف عَن الْقِتَال فأجابهم بِشَرْط أَن يخرج رميثة وَمن مَعَه من مَكَّة فَمَضَوْا إِلَى رميثة وَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى تَأَخّر عَن مَوْضِعه إِلَى جَوف مَكَّة وَدخل الشريف حسن بِجَمِيعِ عسكره وخيم حول بركتي المعلا وَبَات بهَا وَسَار يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشرينه وَعَلِيهِ التشريف السلطاني وَمَعَهُ عسكره إِلَى الْمَسْجِد فَنزل وَطَاف بِالْبَيْتِ سبعا والمؤذن قَائِم على بر زَمْزَم يَدْعُو لَهُ حَتَّى فرغ من رَكْعَتي الطّواف ثمَّ مضى إِلَى بَاب الصَّفَا فَجَلَسَ عِنْده وَقُرِئَ تَقْلِيده إمرة مَكَّة هُنَاكَ ثمَّ قرئَ كتاب السُّلْطَان إِلَيْهِ بتسلم مَكَّة من رميثة وَقد حَضَره عَامَّة النَّاس ثمَّ ركب وَطَاف الْبَلَد وَنُودِيَ بالأمان وَأجل رميثة وَمن مَعَه خَمْسَة أَيَّام فَلَمَّا مَضَت سَار بهم إِلَى جِهَة الْيمن وَاسْتقر أَمر الشريف حسن بِمَكَّة على عَادَته وَثَبت من غير مُنَازع. وَفِيه قدمت الخاتون زَوْجَة الْأَمِير أيدكي صَاحب الدست إِلَى دمشق تُرِيدُ الْحَج وَفِي خدمتها ثَلَاثمِائَة فَارس. شهر ذِي الْقعدَة أَوله الِاثْنَيْنِ: فِيهِ سَار الشريف بَرَكَات بن حسن بن عجلَان إِلَى مَكَّة. وَفِي رابعه: ركب السُّلْطَان وعدى النّيل الْبر الغربي وأمام هُنَاكَ يتصيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>