للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي سَابِع عشره: سَار الْأَمِير فَخر الدّين باتباعه وأجناد الْحلقَة الْمَذْكُورين إِلَى الْوَجْه البحري لتَحْصِيل المَال وَقد كثر بِالْقَاهِرَةِ طرح البضائع على التُّجَّار والباعة فغرم النَّاس فِيهَا أَمْوَالًا جمة وداخل الْخَوْف كثيرا من النَّاس أَن يُوقع بهم الْأَمِير فَخر الدّين فَإِنَّهُ ألزم طَائِفَة من الْكتاب بالدواوين بِمَال وَمضى فِي مسيره هَذَا إِلَى الْمحلة ودمياط وجبى جَمِيع تِلْكَ الْأَعْمَال البحرية بفريضة ذهب يقرره على كل قَرْيَة من قرى ديوَان السُّلْطَان وَقَوي الْأُمَرَاء والأجناد لم يتْرك بَلَدا من بلدان الْوَجْه البحري حَتَّى أَخذ مِنْهُ مَا قَرَّرَهُ على أَهله فَكَانَ لَا يَأْخُذ إِلَّا الذَّهَب فَقَط فتحسن سعر الذَّهَب لِكَثْرَة طلبه وَبلغ الدِّينَار الْمصْرِيّ مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد مِائَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وتتبع مَعَ ذَلِك كل من يشار إِلَيْهِ بغنى أَو مَال فَأخذ مَالا كثيرا من مصادرات النَّاس سوى مَا سَاق من الْخَيل وَالْجمال وَغَيرهَا فَأنْزل بالإقليم من الْخلَل مَا يخَاف عواقبه. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر فَسَاد العربان بِبِلَاد الجيزة وكورة البهنسي. وَفِيه هدم الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج الدّور الَّتِي بالأحكار فِيمَا بَين طهر المقس إِلَى قنطرة الموسكي ليعْمَل مَكَانهَا بستاناً فَأتى الْهدم على مَا لَا يدْخل تَحت حصر من الدّور والرباع والمساجد والأسواق وَغير ذَلِك مِمَّا يكون قدر مَدِينَة من مدن الشَّام. شهر ربيع الأول أَوله الِاثْنَيْنِ: فِي هَذَا الشَّهْر: كثر ضَرَر المفسدين بِالْوَجْهِ القبلي وَالْوَجْه البحري وثقلت وَطْأَة الْأَمِير فَخر الدّين بن أبي الْفرج على أهل النواحي البحرية وَعظم الْبلَاء بِالْوَجْهِ القبلي من جور الْأَمِير بدر الدّين حسن بن محب الدّين. وَفِيه هدمت الدّور الَّتِي فَوق البرج المجاور لباب الْفتُوح من الْقَاهِرَة رسم أَن يعْمل سجناً لأرباب الجرائم عوضا عَن خزانَة شمايل. وَفِيه كثرت حَرَكَة الإرجاف بحركة الفرنج فحفر خَنْدَق الْإسْكَنْدَريَّة واستعد أَهلهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>