وَفِي حادي عشره: قدم الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ من الْوَجْه البحري وَنزل بداره الَّتِي شرع فِي عمارتها وتعرف بِبَيْت بهادر الأعسر وَكَانَت تعرف قَدِيما بدار الذَّهَب. وَفِي خَامِس عشره: قدم الْخَبَر بِدُخُول السُّلْطَان إِلَى دمشق فِي أول الشَّهْر وَأَن الْأَمِير أق بردى المنقار مَاتَ وأنعم بإقطاعه على الْأَمِير سودن القَاضِي بعد مَا عُفيَ عَنهُ وَأخرج من سجنه بِدِمَشْق. وَفِي سادس عشره: سَار الْأَمِير الْوَزير المشير فَخر الدّين بن أبي الْفرج الأستادار بِجمع موفور إِلَى جِهَة الصَّعِيد وَمَعَهُ الْقرب والروايا ليتبع العربان فِي الْبَريَّة حَيْثُ سَارُوا فَإِنَّهُ كثر عبثهم وفسادهم. وَفِي عشرينه: دخل السُّلْطَان مَدِينَة حلب. وَفِي سادس عشرينه: مَاتَ الْأَمِير فرج بن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرج بن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر برقوق بثغر الْإسْكَنْدَريَّة وَقد ناهز الِاحْتِلَام فَكَانَ فِي هَذَا عِبْرَة لمن يعْتَبر فَإِن أَبَاهُ النَّاصِر فرج أخرج أَخَوَيْهِ - عبد الْعَزِيز وَإِبْرَاهِيم - إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة لما توجه إِلَى الشَّام فماتا بهَا واتهم أَنه سمهما فَفعل الله كَذَلِك بأولاده وأخرجهم الْمُؤَيد شيخ عِنْد مسيره إِلَى الشَّام وسجنهم بالإسكندرية فَمَاتَ فرج - أكبرهم - فِي هَذَا الْيَوْم وبموته يثورون ويقيمونه فِي السلطة وَلَا يزالون يتربصون الدَّوَائِر لأجل ذَلِك فَبَطل مَا كَانُوا يعْملُونَ. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر الْمَوْت بدمياط والإسكندرية وَمَا حولهما وَكَانَ مِنْهُ بِالْقَاهِرَةِ شَيْء بلغ فِي الْيَوْم عدَّة من يَمُوت نَحْو الْأَرْبَعين وكل ذَلِك بالطاعون. وَفِيه وَاقع الْأَمِير فَخر الدّين الْعَرَب بِنَاحِيَة القلندون من الأشمونين وَهَزَمَهُمْ. شهر ربيع الآخر أَوله الْأَحَد: فِيهِ قدم قَاصد السُّلْطَان يبشر بقدومه حلب. وَأهل هَذَا الشَّهْر وَفِي جَمِيع أَرض مصر - أَعْلَاهَا الَّذِي يُقَال لَهُ بِلَاد الصَّعِيد وأسفلها الَّذِي يعرف بِالْوَجْهِ البحري وحاضرتها وَفِي الْقَاهِرَة ومصر - من أَنْوَاع الظُّلم مَا لَا يُمكن وَصفه بقلم وَلَا حكايته بقول من كثرته وشناعته فجملته أَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute