للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يلْزم صيارفته ومقدميه وشادي أَعماله ومباشريها وولاتها بِمَال يقرره عَلَيْهِم فِي نَظِير مَا يعلم أَنهم أَخَذُوهُ من النَّاس ثمَّ تقرر فِي أَعْمَالهم حَتَّى يعلم أَنهم قد جمعُوا شَيْئا آخر أعَاد عَلَيْهِم المصادرة فَمَا من مرّة إِلَّا وهم يبالغون فِي ظلم النَّاس حَتَّى يفضل لَهُم بعد المصادرة شَيْء هَذَا وهم يبالغون فِي الترف ويتلفون المَال الْكثير فِي أَنْوَاع السَّرف فِي الْمُحرمَات ثمَّ أَنه لما عَاد من الْوَجْه البحري وَسَار إِلَى بِلَاد الصَّعِيد أوقع بلهانه على الأشمونين وكسرهم وسَاق من الأغنام والأبقار وَالْجمال وَالْخَيْل شَيْئا كثيرا فرقه على أهل الْوَجْه البحري بأغلى الْأَثْمَان وَهُوَ الْآن يفْرض على جَمِيع بِلَاد الصَّعِيد الذَّهَب كَمَا فَرْضه على نواحي الْوَجْه البحري وَمَعَ ذَلِك فقد شَمل باعة مصر والقاهرة رماية البضائع عَلَيْهِم من السكر وَالْعَسَل والصابون والقمح وَغير ذَلِك فَإِنَّهُ اشْترى من الْإسْكَنْدَريَّة وَغَيرهَا بضائع كَثِيرَة ثمَّ طرحها على الباعة بأغلى الْأَثْمَان فَلَا يصير إِلَيْهِ دِرْهَم حَتَّى يغرم لأعوانه نَظِيره وَله نوع آخر من الظُّلم وَهُوَ أَنه أَخذ دَار بهادر الأعسر بِخَط بَين السورين - فِيمَا بَين بَاب الخوخة وَبَاب سَعَادَة - وَشرع فِي عمارتها وَعمارَة مَا حولهَا وَمَا تجاهها من بر الخليج الغربي فَأخذ من النَّاس آلَات الْعِمَارَة بِغَيْر ثمن أَو بِأَقَلّ شَيْء وتفنن أعوانه فِي ظلم من يستدعيه بهم إِلَى هَذِه الْعِمَارَة حمل صنف من الْأَصْنَاف أَو عمل شَيْء من أَنْوَاع الْعِمَارَة حَتَّى يغرموه لأَنْفُسِهِمْ مَالا آخر هَذَا وَجَمِيع مَا يتَحَصَّل من وُجُوه الْأَمْوَال الَّتِي تقدم ذكرهَا فَإِنَّهُ يحمل إِلَى السُّلْطَان وأعوانه وَينْفق فِي سَبِيل الشَّهَوَات الْمُحرمَة. وَقد اخْتَلَّ إقليم مصر فِي هَذِه السّني خللاً شنيعاً يظْهر أَثَره فِي الْقَابِلَة. وَمَعَ ذَلِك فَفِي أَرض مصر من عَبث العربان ونهبهم وتخريبهم وقطعهم الطرقات على الْمُسَافِرين من التُّجَّار وَغَيرهم شَيْء عَظِيم قبحه شنيع وَصفه. وَالسُّلْطَان بعسكره فِي الْبِلَاد الشامية يجول وَقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إِن الْمُلُوك إِذا دخلُوا قَرْيَة أفسدوها وَجعلُوا أعزة أَهلهَا أَذِلَّة وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ. ويضاف إِلَى مَا تقدم ذكره أَن الطَّاعُون فَاش بدمياط والغربية والإسكندرية والإرجاف بالإفرنج متزايد وَأهل الْإسْكَنْدَريَّة على تخوف من هجومهم وَقد اسْتَعدوا لذَلِك وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور. وَفِي سَابِع عشره: سقط من الْعمَّال بالعمارة السُّلْطَانِيَّة بجوار بَاب زويلة عشرَة مَاتَ مِنْهُم أَرْبَعَة وتكسر سِتَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>