للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكسدت الْأَسْوَاق وَذَلِكَ أَن الْقَصْد جباية مِمَّن مَا طرح من البضائع بِنَوْع آخر من التجسر. هَذَا والنيل يُنَادي عَلَيْهِ كل يَوْم إِصْبَع من سادس عشره إِلَى ثَالِث عشرينه فارتفع سعر الْقَمْح من مائَة وَثَمَانِينَ الأردب إِلَى مِائَتي دِرْهَم فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت رَابِع عشرينه لم يناد عَلَيْهِ فقلق النَّاس وطلبوا الْقَمْح وَسَاءَتْ ظنونهم وَأصْبح النَّاس يَوْم الْأَحَد وَقد نقص سِتَّة أَصَابِع ثمَّ زَاد سَبْعَة أَصَابِع فَرد النَّقْص وَزَاد إصبعاً نُودي بِهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشرينه واستمرت الزِّيَادَة فِي كل يَوْم فانحل سعر الْقَمْح. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الْجُمُعَة: فِي ثامن عشره: وَقع الشُّرُوع فِي بِنَاء برجين بجانبي بَاب السلسلة أحد أَبْوَاب قلعة الْجَبَل. وَفِي حادي عشرينه: عزل ابْن يَعْقُوب عَن حسبَة الْقَاهِرَة وَاسْتقر فِيهَا عماد الدّين ابْن بدر الدّين بن الرشيد وَكَانَ يَنُوب فِي الْحِسْبَة عَن التَّاج وَغَيره وناب أَبوهُ فِي حسبَة مصر أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة مُتَوَالِيَة وخلع الْأَمِير طوغان نَائِب الْغَيْبَة. وَفِي رَابِع عشرينه: - الموافي لَهُ سادس عشْرين مسرى - وَفِي النّيل سِتَّة عشر ذِرَاعا وَفتح الخليج على الْعَادة واستمرت زِيَادَة النّيل فِي كل يَوْم بَقِيَّة الشَّهْر. وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ رَحل من العكرشة فِي رَابِع صفر فَلَمَّا نزل سبخَة بردويل - فِي ثَانِي عشره - قدم نَاصِر الدّين بن خطاب الْحَاجِب بِدِمَشْق وعَلى يَده سيف الْأَمِير ألطنبغا العثماني نَائِب الشَّام وَقد قبض عَلَيْهِ وسجن بقلعة دمشق وَكَانَ من خَبره أَن كتب قبل ذَلِك إِلَى الْأَمِير شاهين الْحَاجِب الْكَبِير بِدِمَشْق بِالْقَبْضِ على الْمَذْكُور وسجنه فوافاه الْكتاب والنائب قد توجه من دمشق وَهُوَ بنابلس فَلَمَّا بلغه الْخَبَر بَادر بالتوجه إِلَى دمشق فَلَقِيَهُ شاهين بعسكر دمشق قَرِيبا من الخربة وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب السُّلْطَان فأذعن وَحل سَيْفه بِيَدِهِ وَتوجه صُحْبَة الْعَسْكَر إِلَى دمشق حَتَّى تسلمه نَائِب القلعة فَسَار السُّلْطَان وَنزل غَزَّة فِي يَوْم السبت خَامِس عشره على مصطبة استجدها بِظَاهِر الْمَدِينَة ضرب مخيمه عَلَيْهَا وَنُودِيَ بالأمان والاطمئنان فَقدم الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل الجشاري نَائِب صفد والأمير بدر الدّين حسن بن بِشَارَة مقدم الْبِلَاد الصفدية بغزة ثمَّ مَا زَالَ يسير وأمراء العربان ومشايخ الْبِلَاد والمقدمين يردون عَلَيْهِ إِلَى أَن وصل إِلَى برج الكثيبة فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشرينه فَقدم عَلَيْهِ قصاد الْأَمِير عَليّ باك بن دلغادر

<<  <  ج: ص:  >  >>