إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور وَأَوْلَاده الصغار فِي خَمْسمِائَة من أمرائه وأقاربه وألزامه فَقَامَ السُّلْطَان لَهَا وخلع على إِبْرَاهِيم وعَلى أَخِيه وأركبهما بالسروج الذَّهَب والكنابيش الذَّهَب. وَفِي يَوْم السبت سابعه: عمل السُّلْطَان الموكب بالعمق وَحلف التركمان على الطَّاعَة وأنفي فيهم وخلع عَلَيْهِم نَحوا من مِائَتي خلعة وألبس إِبْرَاهِيم بن رَمَضَان الكلوتة وأنعم عَلَيْهِ وعَلى جماعته فقبلوا الأَرْض بأجمعهم وضجوا بِالدُّعَاءِ فَكَانَ وقتا عَظِيما ثمَّ تقرر الْحَال على أَن الْأَمِير قجقار نَائِب حلب يتَوَجَّه بِمن مَعَه إِلَى مَدِينَة طرسوس ويسير السُّلْطَان على جِهَة مرعش إِلَى الأبلستين وَيتَوَجَّهُ مصلح الدّين إِلَى ابْن قرمان بجوابه وَيعود فِي مستهل جُمَادَى الأولى بِتَسْلِيم طرسوس فَإِن لم يحضر مَشى السُّلْطَان إِلَى بِلَاد ابْن قرمان فَسَار مصلح الدّين صُحْبَة نَائِب حلب إِلَى طرسوس وَسَار السُّلْطَان يُرِيد الأبلستين فَنزل النَّهر الْأَبْيَض فِي حادي عشره وَقدم كتاب نَائِب حلب أَنه لما نزل بغراص قدم إِلَيْهِ خَليفَة الأرمن بسيس - الْمُسَمّى كريكون - وأكابر الأرمن وعَلى يدهم مَفَاتِيح قلعتي سيس وناورزا وَأَنه جهزهم فَحَضَرُوا بالمفاتيح فولى السُّلْطَان نِيَابَة القلعة الشَّيْخ أَحْمد أحد أُمَرَاء العشرات بحلب وخلع عَلَيْهِ وعَلى الأرمن وأعادهم إِلَى القلعة الْمَذْكُورَة. وَفِي ثَانِي عشره: نزل السُّلْطَان بِمَنْزِلَة كونيك فَقدم كتاب نَائِب الشَّام بِأَن حُسَيْن ابْن كبك أحرق ملطية فِي خَامِس شهر ربيع الآخر فشاهد أسواقها وَدَار السَّعَادَة بهَا قد عمهم الْحَرِيق وَأَنه لم يتَأَخَّر بهَا إِلَّا الضَّعِيف وَالْعَاجِز وَأَن فلاحي بلادها نزحوا بأجمعهم وَأَن ابْن كبك قد نزل عِنْد كوركي فَإِنَّهُ سَار من ملطية فِي إثره فندب عِنْد ذَلِك السُّلْطَان - وَهُوَ بكونيك - وَلَده الْأَمِير صارم الدّين إِبْرَاهِيم للمسير وَوَجهه فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشره وَمَعَهُ الْأَمِير جقمق الدوادار وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء لكبس الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر فَسَارُوا مجدين وَأَصْبحُوا بالأبلستين وَقد فر ابْن دلغادر مِنْهَا وأخلى الْبِلَاد من سكانها فجدوا فِي السّير لَيْلًا وَنَهَارًا إِلَى أَن نزلُوا بمَكَان يُقَال لَهُ كل دلى فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشره فأوقعوا بِمن هُنَاكَ من التركمان وَأخذُوا بيولهم وأحرقوها. ومضوا إِلَى خَان السُّلْطَان فأوقعوا بِمن هُنَاكَ أَيْضا وأحرقوا بُيُوتهم وَأخذُوا من الدَّوَابّ شَيْئا كثيرا وصاروا إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ صاروش فحرفوا بيُوت من فِيهِ من التركمان وَأخذُوا مَا عِنْدهم وَبَاتُوا هُنَاكَ وتوجهوا بكرَة يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشره فأدركوا مُحَمَّد بن دلغادر وَهُوَ سَائِر بأثقاله وحريمه فتبعوه وَأخذُوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute