أَمِير آل فضل وَبَين غَنَّام بن زامل وحلفهما على الطَّاعَة وَأَن لَا يتضارا وَاسْتقر بالأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر فِي نِيَابَة الأبلستين على عَادَته وجهز لَهُ نَفَقَة وسيفاً وسلاحاً وجمالاً وخيولاً. وَفِيه قدم قَاصد كردِي باك وَمَعَهُ الْأَمِير سودن اليوسفي أحد المنسحبين من وقْعَة قانباي وَقد قبض عَلَيْهِ فسمر تَحت قلعة حلب من الْغَد ثمَّ وسط. وانتهت زِيَادَة النّيل فِي يَوْمه - وَهُوَ سادس عشر توت - إِلَى عشر أَصَابِع من عشْرين ذِرَاعا. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة خامسه: خطب القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ الْحَمَوِيّ - كَاتب السِّرّ - خطة الْجُمُعَة وَصلى بالسلطان فِي الْقصر المستجد بقلعة حلب. وَفِي يَوْم السبت سادسه: أمسك بِالْقَاهِرَةِ نَصْرَانِيّ وَقد خلا بِامْرَأَة مسلمة فاعترفا بِالزِّنَا فَرُجِمَا خَارج بَاب الشعرية ظَاهر الْقَاهِرَة عِنْد قنطرة الْحَاجِب وأحرق الْعَامَّة النَّصْرَانِي ودفنت الْمَرْأَة فَكَانَ يَوْمًا عَظِيما. وَفِي ثامنه: قدم على السُّلْطَان بحلب كتاب الْأَمِير سُلَيْمَان بن عُثْمَان بِأَنَّهُ قبض على مُحَمَّد بن قرمان وعَلى وَلَده مصطفى بعد محاصرته بقونيا وَأَنه استولى عَلَيْهَا وعَلى غَالب بِلَاد ابْن قرمان قيسارية وَغَيرهَا. وَفِيه خلع على تمراز بحجوبية حلب عوضا عَن أقبلاط الدمرداشي. وَفِيه اجْتمع عدَّة من فُقَهَاء الْقَاهِرَة عِنْد الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج الأستادار فِي أَمر نَصْرَانِيّ ادّعى عَلَيْهِ بِمَا يُوجب إِرَاقَة دَمه فتشطرت الْبَيِّنَة عَلَيْهِ وَلم يكمل النّصاب فَحكم قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين عبد الله بن مقداد الأقفهسي الْمَالِكِي بتعزيره فعندما جرد ليضْرب أسلم فأنعم عَلَيْهِ وَترك لحاله وتجاورا مَا فِيهِ النَّصَارَى من كبر عمائمهم ولبسهم الفرجيات والجبب بالأكمام الطَّوِيلَة الواسعة كَهَيئَةِ قُضَاة الْإِسْلَام فَنُوديَ بمنعهم من ذَلِك وَمن ركوبهم الْحمر الفرة وَمن استخدامهم الْمُسلمين وَأَن يلتزموا الصغار وَلَا يلبسوا إِلَّا عِمَامَة من خَمْسَة أَذْرع فَمَا دونهَا. وَفِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشره: قدم الْأَمِير يشبك - أحد دوادارية السُّلْطَان - إِلَى الْقَاهِرَة وَقد اسْتَقر أَمِير ركب الْحَاج.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute