وَمَات الشَّيْخ مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَنَاوِيّ بِمَكَّة فِي ثَانِي شهر رَمَضَان وَلم تدْرك مثله فِيمَا رَأينَا وعاشرنا فَإِنَّهُ نَشأ بِالْقَاهِرَةِ يعاني طلب الْعلم وتفقه على مَذْهَب مَالك وَحفظ الْمُوَطَّأ حفظا جيدا وبرع فِي الْفِقْه والعربية ثمَّ زهد فِي الدُّنْيَا الفانية وَترك مَا كَانَ بِيَدِهِ من الوظائفي من غير عوض تعوضه وَانْفَرَدَ بالصحراء مُدَّة. ثمَّ خرج إِلَى مَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأَقْبل على الْعِبَادَة متخلياً عَن كل شَيْء من أُمُور الدُّنْيَا معرضًا عَن جَمِيع النَّاس يسكن القفر وَالْجِبَال ويقتات مَا تنبته الأَرْض وَلَا يدْخل مَكَّة إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة فَقَط ليشهد بهَا الْجُمُعَة ثمَّ مضى لشأنه فِي الْجبَال وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على هَذَا الْقدَم زَمَانا وَهُوَ يتَرَدَّد إِلَى الْحَرَمَيْنِ وَلَا يأوي دَارا وَلَا يسكن إِلَى أحد ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن وَعَاد إِلَى مَكَّة وطالما عرض عَلَيْهِ المَال الْكثير من الْمَذْهَب يحمل إِلَيْهِ من مصر وَغَيرهَا وَيَرَاهُ فَلَا يمسهُ بِيَدِهِ بل يَأْمر بتفرقته على من يُعينهُ لَهُم فَيدْفَع إِلَيْهِم وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى خلصه الله تَعَالَى إِلَى دَار الْقُدس والسعادة. وَمَات الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر البلالي شيخ خانكاه سعيد السُّعَدَاء بهَا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر شهر رَمَضَان وَكَانَ فَقِيها مُعْتَقدًا لَهُ شهرة طارت فِي الْآفَاق وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَعَلِيهِ انتقاد. وَمَات الْأَمِير أقباي نَائِب الشَّام مقتولاً بهَا فِي ذِي الْقعدَة كَمَا شرح أمره. وَقتل الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد السلاخوري وَالِي ثغر دمياط مقتولاً فِي رَابِع عشْرين ذِي الْحجَّة كَمَا ذكر. وَمَات عز الدّين مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين بن بهاء الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين مُحَمَّد ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشْرين ذِي الْقعدَة وَكَانَ عَالما دينا حسن السِّيرَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute