وَفِي هَذَا الشَّهْر: قلت الغلال وَبلغ سعر الأردب الْقَمْح مِائَتَيْنِ وَأَرْبَعين بعد مائَة وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَخمسين وَبلغ الأردب من الشّعير والفول قَرِيبا من الْمِائَتَيْنِ بَعْدَمَا كَانَ الشّعير قَرِيبا من تسعين فَمَا دونهَا وَسبب ذَلِك قلَّة الْمَطَر فِي فَصلي الخريف والشتاء وَعَدَمه فَخفت زروع الْوَجْه البحري وَأمْسك النَّاس مَا عِنْدهم من الغلال فَلَمَّا طلبت تعذر وجودهَا فارتفع سعرها فتدارك الله بِلُطْفِهِ وَأنزل الْغَيْث - بَعْدَمَا قَنطُوا - فِي يَوْم الثُّلَاثَاء وَيَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشره وَسقي الزروع عِنْد حَاجَتهَا فَإِن الزَّمن شهر أمشير حَتَّى جَادَتْ وزكت ونمت إِن الله بِالنَّاسِ لرءوف رَحِيم. وفيهَا نزل ابْن عُثْمَان صَاحب برصا على قونيا وحاصر مُحَمَّد بن قرمان فدهمه سيل عَظِيم كَاد أَن يهلكه وعساكره فَرَحل عَنْهَا. وَمَات فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر الْأَمِير أقبردي المنقار أحد الْأُمَرَاء المقدمين بِمصْر فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع عشْرين صفر بِدِمَشْق وَقد توجه إِلَيْهَا صُحْبَة العساكر. وَهُوَ أحد المماليك المؤيدية وَلم يكن بالمشكور. وَمَات الْأَمِير فرج ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرج ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر برقوق فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشْرين ربيع الأول بثغر الْإسْكَنْدَريَّة وَقد نفي إِلَيْهَا ثمَّ حملت رمته ودفنت بتربة جده خَارج بَاب النَّصْر وَلم يبلغ الْحلم وتحدث غير مرّة بإقامته فِي الْملك فَلم يقدر ذَلِك وَمَات القَاضِي الرئيس تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن نصر الله بن حسن الفوي أَخُو الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله فِي لَيْلَة السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة بِالْقَاهِرَةِ ومولده سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة ولي نظر الأحباس ووكالة بَيت المَال وَنظر الْكسْوَة وتوقيع الدست وناب عَن قُضَاة الْحَنَفِيَّة وَوَقع عِنْد عدَّة أُمَرَاء وَورثه أَبوهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute