للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السمناوية يتعيشون بصيد السّمك من بحيرة تنيس ويسكن كثير مِنْهُم بجزائر يسمونها العزب - واحدتها عزبة - فأنفوا من قبائح أَفعَال السلاخوري فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشْرين ذِي الْحجَّة: وأوقعوا بنائب الْوَالِي وضربوه وأهانوه بِحَيْثُ كَاد يهْلك وجروه إِلَى ظَاهر الْبَلَد وتجمعوا على بَاب الْوَالِي وَقد امْتنع بهَا وَرَمَاهُمْ بالنشاب من أَعْلَاهَا فَأصَاب وَاحِدًا مِنْهُم قَتله وجرح ثَلَاثَة حردهم وألحوا فِي أَخذه وَهُوَ يرميهم حَتَّى نفدت سهامه فَألْقى نَفسه فِي الْبَحْر وَركب فِي سفينته إِلَى الجزيرة فتبعوه فِي السفن وأخذوه وتناوبوا ضربه وَأتوا بِهِ إِلَى الْبَلَد وسجنوه موثقًا فِي رجلَيْهِ بالخشب وَبَاتُوا يحرسونه إِلَى بكرَة غدهم ثمَّ أَخْرجُوهُ وحلقوا نصف لحية نَائِبه وشهروه على جمل والمغاني تزفه حَتَّى طافوا بِهِ الْبَلَد ثمَّ قَتَلُوهُ شَرّ قتلة وأخرجوا الْوَالِي من الْحَبْس وَأتوا بِبَعْض قضاتهم وشهودهم ليثبتوا عَلَيْهِ محضراً وأوقفوه على رجلَيْهِ مَكْشُوف الرَّأْس عاري الْبدن فبدره أحد السمناوية وصرعه. وتواثب عَلَيْهِ باقيهم حَتَّى هلك وسحبوه وأحرقوه بالنَّار ونهبوا دَاره وسلبوا حريمه وَأَوْلَاده مَا عَلَيْهِم وَقتلُوا وَفِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع عشرينه: طرق الْقَاهِرَة منسر عَددهمْ ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ رجلا مِنْهُم فارسان ومروا على الْجَامِع الْأَزْهَر أول اللَّيْل وَقتلُوا رجلَيْنِ برحبة الأيدمري ونهبوا عدَّة حوانيت وعادوا على حارة الباطلية فَكَانَ هَذَا مِمَّا لم يدْرك مثله فِي الشناعة ببلدنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>