للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كل مائَة دِرْهَم اشْترى بهَا الْفَائِدَة سوى دِرْهَمَيْنِ وحذرهم من مُخَالفَة ذَلِك ثمَّ أفرج عَنْهُم فانصرفوا وكأنما ردَّتْ إِلَيْهِم الْحَيَاة بعد الْمَوْت. وَنُودِيَ من الْغَد على الْخَيل فِي سوقها تَحت القلعة بِالدَّرَاهِمِ المؤيدية وَعمل كَذَلِك فِي بَقِيَّة أسواق الْقَاهِرَة فَبَطل النداء على البضائع بالفلوس من يَوْمئِذٍ. وَفِيه نُودي أَن يكون الدِّينَار على حَاله بمائتين وَعشرَة والمؤيدي بسبعة دَرَاهِم فُلُوسًا إِلَّا فِي الدُّيُون الْقَدِيمَة وَأجر الْأَمْلَاك وجوامك وَفِي هَذَا الشَّهْر: تنكر السُّلْطَان على قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين بن البُلْقِينِيّ لاستكثاره من النواب فكثرت القالة وتجرأ عَلَيْهِ رفاقه فعزل طَائِفَة من نوابه وَاقْتصر مِنْهُم على أَرْبَعَة عشر. وَفِي ثامن عشره: خلع على الشريف حسن بن الشريف عَليّ بن مُحَمَّد بن على الأرموي بنقابة الْأَشْرَاف عوضا عَن وَالِده بعد وَفَاته وَاسْتقر الْأَمِير فَخر الدّين فِي نظر وقف الْأَشْرَاف لصِغَر سنّ الشريف. وَفِي ثامن عشرينه: قدم الْأَمِير بردبك الخليلي نَائِب طرابلس وَقدم الْخَبَر بِكَثْرَة الأمطار بالغربية وَأَنه سقط برد مِنْهُ مَا زنة الْحبَّة الْوَاحِدَة مائَة دِرْهَم تلف مِنْهُ زروع كَثِيرَة قد اسْتحق حصادها حَتَّى أَن مارساً فِيهِ ثَمَانمِائَة فدان تلف عَن آخِره وَهَلَكت عدَّة أَغْنَام بِوُقُوعِهِ عَلَيْهَا. وَفِي سلخه: قدم الْأَمِير سودن الأسندمري من الْإسْكَنْدَريَّة وَقد أفرج عَنهُ وَكَانَ مسجوناً بهَا مُنْذُ زَالَت الدولة الناصرية فرج. وَفِيه قدم الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عَطاء الله الْهَرَوِيّ نَاظر الْقُدس والخليل ومدرس الصلاحية بالقدس فَأكْرمه السُّلْطَان وأنزله وَبعث إِلَيْهِ الْأُمَرَاء عدَّة تقادم. وأجرى لَهُ راتب. شهر ربيع الآخر أَوله الْأَحَد: أهل هَذَا الشَّهْر وألم السُّلْطَان متزايد من رجله وَهُوَ مُنْقَطع ملازم للْفراش وَالنَّاس فِي ضيق من تعذر وجود الْفُلُوس، وَقلة وجود المآكل بالأسواق، مُنْذُ نُودي على المؤيدية بسبة دَرَاهِم.

<<  <  ج: ص:  >  >>