للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهر ربيع الأول، أَوله الحمعة: فِي ثالثه: قدم عَلَاء الدّين مُحَمَّد الكيلاني الشَّافِعِي أحد فضلاء الْعَجم من بِلَاد الشرق فَبَدَأَ أَولا بزيارة قبر الإِمَام الشَّافِعِي ثمَّ نزل بِالْقَاهِرَةِ فَأكْرمه النَّاس وَأَتَاهُ قُضَاة الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء للسلام عَلَيْهِ ثمَّ اجْتمع بالسلطان وَتردد إِلَى مَجْلِسه مَعَ الْفُقَهَاء. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشره: جمع الْأَمِير أقبغا شَيْطَان أهل الْأَسْوَاق من تجار الْبَز وَغَيرهم وَأنكر عَلَيْهِم مُخَالفَة مَا رسم بِهِ فِي سعر الذَّهَب وَالْفِضَّة وَبَالغ فِي تهديدهم ووعيدهم من أجل أَنهم لم يَحُطُّوا من سعر البضائع بِقدر مَا انحط من سعر الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَضمن بعض أكَابِر الْأَسْوَاق لبَعض وواعدهم الْحُضُور بَين يَدي السُّلْطَان فِي يَوْم الْجُمُعَة وصرفهم فَكثر الإرجاف بهم وَتوقف أَحْوَال النَّاس وَقل جلب البَائِع وَكَثُرت خسارات النَّاس. وَفِي رَابِع عشره: انْقَطع السُّلْطَان عَن حُضُور الموكب بِالْقصرِ على الْعَادة لانتقاض ألم رجله عَلَيْهِ. وَفِيه قدم الْخَبَر بِأَن الْأَمِير برديك الخليلي - نَائِب طرابلس - خرج للدورة فَلَمَّا عَاد بلغه اتِّفَاق قُضَاة طرابلس وأمرائها ورعيتها على مَنعه من الدُّخُول إِلَى الْبَلَد كَرَاهَة فِيهِ لِكَثْرَة ظلمه وطمعه فَأَقَامَ بعد مراسلتهم فِي جِهَة من الْجِهَات حَتَّى يرد مرسوم السُّلْطَان ثمَّ سَار إِلَى جِهَة مصر فَكتب أهل طرابلس إِلَى السُّلْطَان بقبيح سيرته وَأَخذه الْأَمْوَال بِغَيْر حق ومخالفته المراسم وَقدم الْخَبَر بِقِيَام أهل الْمحلة - من النواحي الغربية - على الْوَالِي بهَا ورجمه بِسَبَب طلب الْفُلُوس وَذَلِكَ أَنه حمل إِلَى الغربية مبلغ كَبِير من الذَّهَب لتؤخذ بِهِ الْفُلُوس بِسعْر مِائَتَيْنِ وَعشرَة الأفرنتي فَنزل بِالنَّاسِ بلَاء عَظِيم وَعمِلُوا فِي الْحَدِيد ونزح كثير مِنْهُم إِلَى الْقَاهِرَة فِي طلب الْفُلُوس فَانْحَطَّ سعر الدِّينَار إِلَى مائَة وَسبعين لعزة الْفُلُوس وهوان الذَّهَب. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشره: جمع الْأَمِير أقبغا شَيْطَان التُّجَّار وكبار المتعيشين وَمضى بهم إِلَى قلعة الْجَبَل وَقد اشْتَدَّ خوفهم من السُّلْطَان وشنعت القالة بالإرجاف فَإِذا بالسلطان فِي شغل عَنْهُم بألم رجله فَلم يروه بل أوقفهم الْأَمِير جقمق الدوادار وَقرر مَعَهم أَن يكون المؤيدي هُوَ النَّقْد المتعامل بِهِ دون غَيره من الذَّهَب والفلوس فَلَا يُبَاع وَيَشْتَرِي إِلَّا بِالدَّرَاهِمِ المؤيدية وَيدْفَع الذَّهَب أَو الْفُلُوس عوضا عَنْهَا ليَكُون النَّقْد الرابح الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ثمن المبيعات وقيم الْأَعْمَال هِيَ المؤيدية وَأَن لَا يَأْخُذ التَّاجِر فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>