وَفِي تاسعه: قبض على الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله نَاظر الْخَاص بقلعة الْجَبَل وَأنزل بِهِ مَعَ بعض الْأُمَرَاء المقدمين إِلَى بَيت الْأَمِير فَخر الدّين بن أبي الْفرج وَسلم لَهُ وَكَانَ قد تقدم من ابْن نصر الله قبل ذَلِك بأيام يسيرَة مفاحشة خرج فِيهَا عَن الْحَد فِي حق ابْن أبي الْفرج وشافهه فِي حَضْرَة السُّلْطَان بعظائم تَقْتَضِي غضب السُّلْطَان عَلَيْهِ فَمَا شكّ أحد فِي هَلَاكه فَكَانَ الْأَمر بِخِلَاف ذَلِك وأكرمه ابْن أبي الْفرج وأنزله وَقَامَ لَهُ بِمَا يَلِيق بِهِ وَأرْسل إِلَى دَاره يعد أَهله بِكُل خير وَيَأْمُر غلمانه وَأَتْبَاعه أَن يلازموا مَا هم فِيهِ من خدمته على عَادَتهم وَركب فَخر الدّين من الْغَد إِلَى السُّلْطَان وَقد نزل إِلَى بركَة الْحَبَش لعرض الهجن الَّتِي بهَا إِلَى الْحجاز فَأَقَامَ عِنْده يَوْمه كُله وَهُوَ يلج فِي السُّؤَال أَن يفرج عَن ابْن نصر الله ويقره على مَا بِيَدِهِ إِلَى أَن قبل شَفَاعَته فِيهِ فَلَمَّا عَاد أركبه إِلَى دَاره فَبَاتَ بهَا وَركب فِي بكرَة يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشره إِلَى القلعة فَخلع عَلَيْهِ خلعة الرِّضَا والاستمرار وَنزل إِلَى دَاره وَقد سر النَّاس بِهِ سُرُورًا كَبِيرا وعدت هَذِه الفعلة من ابْن أبي المرج نجداً لَا يشابهه شَيْء من أَخْلَاق أهل زَمَاننَا. وَقدم الْخَبَر بِأَن الْأَمِير يشبك نَائِب حلب أَقَامَ على كركر أَرْبَعِينَ يَوْمًا مجداً فِي حصارها حَتَّى نفذ العليق من الْعَسْكَر فأخلى بِلَاد كركر من أَهلهَا وسيرهم إِلَى بِلَاد حلب ورعى الكروم وحرقها وَحرق الْقرى حَتَّى تَركهَا بَلَاقِع وَعَاد إِلَى حلب بِمن مَعَه من غير أَخذ قلعة كركر. وَقدم الْخَبَر بِأَن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بيك بن عَليّ بيك بن قرمان نزل على طرابلس فِي خَامِس عشر رَجَب وحاصرها وَسَأَلَ نائبها الْأَمِير شاهين الأيدكاري النجدة فَكتب بِخُرُوج عَسَاكِر الشَّام إِلَيْهَا. وَاسْتقر الْأَمِير عز الدّين حَمْزَة ابْن الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن رَمَضَان فِي نِيَابَة أذنة وإمرة التركمان على عَادَة أَبِيه عوضا عَن إِبْرَاهِيم بن رَمَضَان لانتمائه إِلَى ابْن قرمان. وأنعم على عَسَاكِر حلب بِعشْرَة آلَاف دِينَار نَفَقَة كَونهم توجهوا إِلَى كركر. وَاسْتقر فِي نِيَابَة كختا الْأَمِير بردبك الحمزاوي عوضا عَن الْأَمِير منكلي بغا وأعيد منكلي بغا إِلَى إمرته بحماة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة نصفه: نقص النّيل عشر أَصَابِع بعد مَا انْتهى فِي الزِّيَادَة إِلَى عشر أَصَابِع من تِسْعَة عشر ذِرَاعا. وَفِي سادس عشره: ابتدئ بهدم دَار التفاح خارجباب زويلة وَهِي جَارِيَة فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute