للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعرضها السُّلْطَان على الْفُقَهَاء الَّذين يحْضرُون مَجْلِسه فِي يَوْم الْأَحَد فَلم يعرفوا كاتبها وَاسْتحْسن السُّلْطَان الأبيات وَكَانَت ابْتِدَاء سُقُوط الْهَرَوِيّ من عينه. وَفِيه غرق ولد بعض الباعة فِي الخليج فَأخْرجهُ أَبوهُ مَيتا فَلم يُمكن من دَفنه إِلَّا بعد اسْتِئْذَان الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن الطبلاوي وَالِي الْقَاهِرَة - كَمَا هِيَ الْعَادة - فَأمر بِهِ عِنْدَمَا استأذنه إِلَى السجْن فسجن وَبعث إِلَيْهِ أَنه لَا سَبِيل إِلَى الإفراج عَنْك حَتَّى تحمل خَمْسَة دَنَانِير مِمَّا زَالُوا بِهِ حَتَّى وعدهم بذلك وَخرج وَهُوَ مُوكل بِهِ فَبَاعَ بضاعته الَّتِي يُقيم مِنْهَا أوده وأود عِيَاله فأحرزت ثَلَاثَة دَنَانِير ثمَّ أَخذ جَمِيع مَا عِنْد امْرَأَته - أم الغريق - وَبَاعه مبلغ دِينَارا وَاحِدًا واقترض دِينَارا حَتَّى كملت الْخَمْسَة دَنَانِير الَّتِي للوالي ثمَّ اقْترض شَيْئا أَخذه الموكلون عَلَيْهِ من أعوان الْوَالِي وشيئاً كفن بِهِ وَلَده ودمعه لمن دَفنه ثمَّ ترك امْرَأَته وفر. وَهَذَا من بعض مَا تَفْعَلهُ الْوُلَاة فِي هَذَا الزَّمن العجيب. وَفِي يَوْم السبت ثامن شعْبَان: نُودي على النّيل بِزِيَادَة إِصْبَعَيْنِ تَتِمَّة ثَلَاثَة أَصَابِع من تِسْعَة عشر ذِرَاعا. وَكَانَ لَهُ من يَوْم النوروز - وَهُوَ يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشْرين شهر رَجَب لم يزدْ فَإِنَّهُ انْتهى فِي يَوْم النوروز إِلَى إِصْبَع من تِسْعَة عشر ذِرَاعا. ثمَّ نقص نصف ذِرَاع ثمَّ تراجع قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى ود النَّقْص وَزَاد إِصْبَعَيْنِ وَكَانَ مُنْذُ نقص النّيل ارْتَفع سعر الغلال. وَفِيه قدم الْأُمَرَاء من الْوَجْه القبلي بألفي جمل واثني عشر ألف رَأس من الْغنم الضَّأْن سوى مَا تفوقه الْأُمَرَاء من الْجمال وعدتها نَحْو الْأَلفَيْنِ وَسوى مَا نهب من الأغنام وَهُوَ شي كثير جدا. وَفِيه نُودي أَن لَا يتعامل النَّاس بِالدَّنَانِيرِ الأفرنتية النَّاقِصَة عَن دِرْهَم وَثمن فِي الْوَزْن وَأَن من وجد مَعَه دِينَار نَاقص يقص ويحضر بِهِ إِلَى دَار الضَّرْب وَأَن يكون الدِّينَار الأفرنتي التَّام على حَاله بِثَلَاثِينَ مؤيدياً وكل مؤيدي بسبعة دَرَاهِم فُلُوسًا ليَكُون الأفرنتي بمائتين وَعشرَة دَرَاهِم فُلُوسًا وَالْأَصْل فِي هَذِه الدَّنَانِير المشخصة الَّتِي يُؤْتى بهَا من بِلَاد الفرنج وتعرف بالأفرنتية أَن تكون زنة كل مائَة دِينَار مِنْهَا أحد وَثَمَانِينَ مِثْقَالا وَربع مِثْقَال والمعاملة بهَا عددا لَا وزنا فَلم يَتْرُكهَا أهل الْفساد على حَالهَا بل يردئوا مِنْهَا حَتَّى فحش نَقصهَا نُودي عَلَيْهَا وَقع كثير من النَّاس فِي الخسارة من أجل مَا فِي الْأَيْدِي مِنْهَا وَوجدت الصيارفة والباعة السَّبِيل إِلَى أَخذ أَمْوَال النَّاس بِحجَّة أَن الدِّينَار نقص بِكَذَا وَكَذَا ويتحكم الصَّيْرَفِي بِمَا يُرِيد فَذهب كثير من أَمْوَال النَّاس فِي تَغْيِير أَحْوَال النُّقُود وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>