للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي عشرينه: نزل السُّلْطَان إِلَى مخيمه على خليج الزَّعْفَرَان ثمَّ سَار إِلَى مخيم وَلَده وَبَات عِنْده ثمَّ ودعه وَركب من الْغَد إِلَى القلعة. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشرينه: رَحل الْمقَام الصارمي إِلَى جِهَة الْبِلَاد الشامية بِمن مَعَه وَفِي ثَالِث عشرينه: قدم الركب الأول من الْحَاج وَقدم الْمحمل بِبَقِيَّة الْحَاج من عده وَمَعَهُمْ الشريف عجلَان بن نعير أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فِي الْحَدِيد. وَقدم الْأَمِير بكتمر السَّعْدِيّ عَائِدًا من الْيمن بِكِتَاب النَّاصِر أَحْمد بن الْأَشْرَف. وَفِيه شرع السُّلْطَان فِي عمَارَة قبَّة عَظِيمَة بالحوش من قلعة الْجَبَل أنْفق عَلَيْهَا مَالا كَبِيرا. وَفِيه كتب تَقْلِيد الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن باك بن دلغادر باستقراره فِي نِيَابَة السلطنة بقيسارية الرّوم وجهز إِلَيْهِ. وَفِيه خلع على الْأَمِير مقبل الدوادار وَاسْتقر شاد الْعِمَارَة بالجامع المؤيدي عوضا عَن الْأَمِير ططر. وَفِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشرينه: نزل السُّلْطَان إِلَى جَامعه بجوار بَاب زويلة واستدعى الْقُضَاة ومشايخ الْعلم ليسألهم عَن إصْلَاح مَا تهدم من أروقة الْمَسْجِد الْحَرَام وتشقق الْكَعْبَة وَعمارَة الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة وَمن أَيْن تكون النَّفَقَة على ذَلِك. فأجالوا القَوْل فِي هَذَا. وَسَأَلَ قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين عَليّ بن مغلي الْحَنْبَلِيّ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْهَرَوِيّ عَن أَربع مسَائِل وَهُوَ يجِيبه فَيَقُول لَهُ: أَخْطَأت. وَأخذ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد الديري الْحَنَفِيّ فِي الْكَلَام مَعَ الْهَرَوِيّ حَتَّى خرجا إِلَى المسابة. وَعدد الديري قبائح الْهَرَوِيّ من أَنه من أَتبَاع تيمورلنك وَأَنه كَانَ ضَامِن يزدْ وَنَحْو ذَلِك. ثمَّ قَالَ: يَا مَوْلَانَا السُّلْطَان أشهدك عَليّ أَنِّي حجرت عَلَيْهِ أَن لَا يُفْتِي وحكمت بذلك. فنفذ الْحَنْبَلِيّ والمالكي حكمه. فَكَانَ مَجْلِسا فِي غَايَة الْقبْح من إهانة الْهَرَوِيّ وبهدلته ثمَّ انْفَضُّوا على ذَلِك وَقد تبين انحطاط قدره وَبعده عَن الْعلم بالفقه والْحَدِيث. فِي خامسه: اجْتمع المماليك السُّلْطَانِيَّة بالقلعة وهموا أَن يوقعوا بالوزير والأستادار لتأخر عليق خيولهم فَمَا زَالَ الْأُمَرَاء بهم حَتَّى فرقوهم على أَن يصرف لَهُم مَا اسْتحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>