للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه خلع على صدر الدّين أَحْمد بن جمال الدّين مَحْمُود العجمي وَاسْتقر فِي حسبَة الْقَاهِرَة عوضا عَن ابْن شعْبَان. وَفِي يَوْم السبت سابعه: عدى السُّلْطَان النّيل وَنزل بِنَاحِيَة أوسيم وَأقَام بهَا. فَقدمت لَهُ التقادم من الْخُيُول وَالْجمال على الْعَادة. وَفِي سادس عشره: توجه الْأَمِير بدر الدّين حسن بن محب الدّين عبد اللطف الطرابلسي إِلَى طرابلس ليَكُون مُقيما بهَا من جملَة أمرائها. وَفِي ثامن عشره: عَاد السُّلْطَان من أوسيم وَنزل على النّيل بِنَاحِيَة منبابة وَعمل الوقيد فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشره فَمر تِلْكَ اللَّيْلَة من السخف وَإِتْلَاف النفوط مَا يُنكر مثله ثمَّ أصبح مركب الحراقة وَقطع النّيل بكرَة وَصعد القلعة فتعصب المماليك سكان الطباق بقلعة الْحَبل وبقوا يدا وَاحِدَة وامتنعوا من أَخذ الجامكية وطالبوا بِأَن يصرف لَهُم فِي هَذِه الدولة المؤيدية من ابتدائها نَظِير مَا كَانَ يصرف فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة من الْكسْوَة وَاللَّحم وَالسكر وَغَيره فتوقع النَّاس حُدُوث شَرّ وفتنة فَردُّوا وَسكن الشَّرّ. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اسْتَقر رقم أَمِير هوارة البحرية وَتوجه وَمَعَهُ الْأَمِير ألطنبغا المرقبي إِلَى الْوَجْه القبلي وَكتب للكشاف والولاة بالركوب مَعَه وطرد هواره فَلَمَّا نزل الْأَمِير ألطنبغا بسفط ميدوم وَقد نزلت هوارة قمن فِي نَحْو أَرْبَعَة آلَاف فَرَكبُوا يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشرينه وطرقوا الْأَمِير ألطنبغا والأمير رقم وقاتلوهم عَامَّة النَّهَار ثمَّ مضوا إِلَى الميمون وَقد قتل من الْفَرِيقَيْنِ نَحْو ثَلَاثَة آلَاف فَأخذ الْعَسْكَر السلطاني مَا تَرَكُوهُ من الأغنام والأبقار وَالْجمال وَالرَّقِيق وَغَيرهَا وَهُوَ شَيْء كثير جدا. وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشره: وصل الْمقَام الصارمي إِبْرَاهِيم ابْن السُّلْطَان بِمن مَعَه إِلَى دمشق وَقد تَلَقَّتْهُ النواب والعساكر. وَفِي هَذَا الشَّهْر: فَشَا الْمَوْت بالطاعون فِي إقليمي الشرقية والغربية وَجَمِيع الْوَجْه البحري وابتدأ بِالْقَاهِرَةِ ومصر مُنْذُ حلت الشَّمْس فِي برج الْحمل فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشرَة فبلغت عدَّة من يرد الدِّيوَان من الْأَمْوَات مَا بَين الْعشْرين وَالثَّلَاثِينَ فِي كل يَوْم.

<<  <  ج: ص:  >  >>