للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِيه رسم بمرمة قناطر شبين بالجيزية وَكتب تَقْدِير مصروفها خَمْسَة آلَاف دِينَار فرضت على بِلَاد الجيزة. وَقرر على كل فدان مبلغ عشْرين دِرْهَم يُسهم الْفَلاح مِنْهَا بِسِتَّة دَرَاهِم والمقطع بأَرْبعَة عشر. وَلَا يعفي من ذَلِك من انْقَطع رزقه. فجبي المَال من الْبِلَاد على هَذَا. وَفِي تَاسِع عشرينه: كسفت الشَّمْس قبيل الزَّوَال فَاجْتمع النَّاس وَصلى بِالنَّاسِ فِي الْجَامِع الْأَزْهَر الشَّيْخ الْحَافِظ شهَاب الدّين أَبُو الْفَتْح بن حجر الْعَسْقَلَانِي الشَّافِعِي - خطب الْجَامِع - صَلَاة الْكُسُوف. عقيب صَلَاة الظّهْر رَكْعَتَيْنِ ركع فِي كل رَكْعَة ركوعين أَطَالَ فيهمَا الْقِرَاءَة فَقَرَأت فِي قيام الرَّكْعَتَيْنِ نَحوا من سِتَّة أحزاب. وَكَانَ الرُّكُوع نَحوا من الْقيام وَالسُّجُود نَحْو الرُّكُوع فقارب فِي أَرْكَان الصَّلَاة مَا بَينهَا وأذكرني بِصَلَاتِهِ أهل السّلف ثمَّ صعد بعد صلَاته الْمِنْبَر فَخَطب خطبتين وعظ فيهمَا وأنذر وَذكر. وَعم اجْتِمَاع النَّاس جَوَامِع مصر والقاهرة وظواهرها وعد هَذَا من حميد أَفعَال محتسب الْقَاهِرَة صدر الدّين أَحْمد بن جمال الدّين مَحْمُود العجمي فَإِنَّهُ بَث أعوانه قبل أَذَان الظّهْر فَنَادوا فِي الْأَسْوَاق تهيئوا رحمكم الله لصَلَاة الْكُسُوف. فبادر النَّاس للتطهر وَأَقْبلُوا يسعون إِلَى الْجَوَامِع طوائف طوائف مَا بَين رجال وَنسَاء. وهم فِي خشوع وَذكر واستغفار فَدفع الله بذلك عَن النَّاس بلاءاً كثيرا. وَفِي هَذَا الشَّهْر: اتّفق وَقت الْعَصْر من يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشره حُدُوث زَلْزَلَة استمرت ثَلَاثَة أَيَّام بلياليها. لَا تهدأ فَسقط سور الْمَدِينَة وَخرجت عَامَّة دورها بِحَيْثُ لم يبْق بهَا دَار إِلَّا سَقَطت أَو هدم بهَا شَيْء وَانْقطع من جبل قِطْعَة فِي قدر نصف هرم مصر وَسَقَطت إِلَى الأَرْض وتفجرت عدَّة أعين من وَادي الْأَزْرَق وانطمت عدَّة أنهر وَكَانَت الزلزلة تَأتي من جِهَة الْمغرب إِلَى جِهَة الْمشرق وَلها دوِي كركض الْخَيل ثمَّ امتدت الزلزلة بعد ثَلَاثَة أَيَّام مُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا تعود كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَثَلَاث وَأَرْبع حَتَّى خرج النَّاس إِلَى الصَّحرَاء ثمَّ تمادت سنة. شهر ربيع الأول أَوله الثُّلَاثَاء: فِيهِ نزل الْمقَام الصارمي تل السُّلْطَان ظَاهر حلب وَقد خرج إِلَيْهِ نَائِب حلب بعسكرها وأتته العربان والتركمان وَدخل حلب فِي ثالثه.

<<  <  ج: ص:  >  >>